في المحاضرة التي ألقاها مؤخراً د. زهير عبدالحفيظ نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في ثالثوية الدكتور محمد المشوح أصر د. المشوح على ضرورة تواجدي في اللقاء رغم أني من المنتظمين في حضور أمسيات المشوح لتميز شخصياتها وإثرائهم للحوارات... حرصت على حضور لقاء زهير نواب لأن لهيئة المساحة الجيولوجية أفضال بعد الله علي لما تلقيته من دعم علمي أثناء رسالة الدكتوراه، حصلت على معلومات استيطانية ومسوحات طبوغرافية وتعاون من مدير عام مكتب المساحة الجيولوجية بالرياض الأستاذ محمد الراشد ونائبه الأستاذ عبدالله العنيزان. قلت رغم حرصي على الحضور إلا أن إصرار د. المشوح وتأكيده أن هناك مفاجأة علمية تهم معظم الباحثين جعلتنا نؤجل الأسئلة عن الجيولوجيا والاستيطان من أجل التركيز على المنتج الجديد...
فقد طرح د زهير موضوع الكتاب ووزع ملخصه،وهي بالحقيقة كانت أفضل معلومة يقدمها المحاضر للباحثين والدارسين أن تجد حقائق وأرقام بلادك الجيولوجية والطبوغرافية والديموغرافية في كتاب مختصر ودقيق كانت هي الماء المعين الذي نرتوي به ونطفئ عطشنا.
فقد كنا فيما مضى في سجلنا الإعلامي نستخدم عبارة نكتبها بزهو هي أكبر مشروع أو طريق أو مبنى في الشرق الأوسط بعدها بسنوات تراجعنا وكتبنا خليجيا وأخيرا انحسرنا إلى داخل بلادنا كنا مع بداية الطفرة الاقتصادية الأولى والتنمية العمرانية 1495هـ - 1975م نفتخر بمنجزنا وقد تكون تلك حقائق، لكننا تنبهنا فيما بعد إلى أهمية الإحصاء الصادق والدقيق في المعلومة وصحة الأرقام...
هيئة المساحة الجيولوجية السعودية تنبهت إلى أهمية الإحصاء والأرقام ودقة ووحدة المعلومة وتوفرها من مصدر موثوق, فأصدرت كتابا ثمينا من حيث المعلومات شافيا للباحثين والأكاديميين ومؤسسات الدولة وللتداول العام هو كتاب المملكة العربية السعودية حقائق وأرقام إصدار 1433- 2012م عدد الصفحات (116) قدم له رئيس هيئة المساحة الجيولوجية د.زهير نواب ومن تأليف محمد الراشد وعبدالله العنيزان وآخرون. فالكتاب يجيب على أهم الأسئلة وإبرازها سكانيا وجغرافيا وجيولوجيا وبيئيا فعندما نذكر مساحة المملكة ومساحة المناطق وطول الشواطئ وأعالي الجبال وأطول الأودية وحدودنا وأطوالها البرية والبحرية ومساحة الدرع العربي والرصيف العربي وأكبر الحرات والسهول والهضاب والمرتفعات والجزر والشعاب المرجانية والطرق وأكبر التجمعات الرملية والفوهات البركانية والسباخ والروضات بالمملكة فأننا نحصل على أرقام متفاوتة ومتباينة وتجد في أكثر من مرجع علمي وأكاديمي ورسمي أرقاما مختلفة بل متناقضة فهذه المعلومات ليس لها مصدر محدد، وحتى الجهة نفسها تكتب أرقاما متضادة ومختلفة...
ولأهمية هذه المعلومات تنبه الأستاذ محمد الراشد والأستاذ عبدالله العنيزان وهما من مؤسسي مكتب المساحة في الرياض ومن أوائل من عمل بالمسوحات الميدانية, وقاما مع زملائهم في مسح معظم مناطق المملكة مسحا جغرافيا قبل أن تغمرنا عمرانيا الطفرة الاقتصادية الأولى وتغير ملامح وأطالس وجه مدننا وصحارينا وشواطئ بحارنا فكان للراشد والعنيزان والزملاء الأوائل فضل بعد الله في المسح المبكر لبلادنا وتوثيقه في خرائط ومخططات وكتب ساعدت الجيل الحالي من الأكاديميين والباحثين في الدراسة والتحليل. وهذا الكتاب خلاصة الأرقام والحقائق المكانية التي ستكون خير معين للدارسين في إعطاء نتائج دقيقة لأبحاثهم خاصة في المقار.