|
كتب: محمد عبدالرحمن :
للبراغماتية عدة تعريفات فلسفية تخلص جميعها إلى قاعدة (تبادل المنافع) وهو تماماً ما يفعله الممثل حسن عسيري من خلال عمله كمنتج يعتبره كثيرون هنا واحداً من أبرز وأغزر منتجي الدراما المحلية وربما الخليجية. حسن عسيري في علاقته بأبناء الوسط الفني يؤمن دوماً أن لا صداقة دائمة لكنه يشدد على أن لا عداوة دائمة لذلك تجده حذراً دوماً مع معارضيه ويتعامل معهم بإيجابية تتجه ناحية الذكاء الشديد. لا أحد ينكر أن حسن عسيري يمتلك ثقافة كبيرة، وله أهداف من دخوله معركة الإنتاج الفني منذ عدة سنوات، وتحالفاته التي كتب لأغلبها النجاح وفشل بعض منها. لا يرى حسن عسيري عيباً في الخطأ بل هو أول المعترفين به لكنه يحاول جاهداً التخلص منه بعمل آخر، قد يتجاوز به ما (تعثر)، والأجمل أنه خفف كثيراً من إنتاج الكم باتجاه (الكيف) حتى لا تزداد الأخطاء. (براغماتية) حسن عسيري إيجابية، بل هي ليست خطأ، في حال قننها ولم يحاول توزيعها على كل تحركاته، بل الجميل أن تكون محصورة في مجال عمله مع شركات الإنتاج الأخرى، والفنانين وكتاب النص والمخرجين. ليس عيباً أن يستفيد حسن عسيري في إنتاج أعماله من شركات أخرى أو ممثلين آخرين وفضائيات، وليس خطأ أن يستفيد الآخرون من خبرة حسن في مجال الإنتاج، وكما نعلم فهو لا يمانع بهذا الشيء، بل إن الواقع يقول ما كتبنا أعلاه. حسن عسيري الأكثر تعرضاً للنقد هنا، أو في مكان آخر، لكن الفرق بينه وبين آخرين أنه أكثر تماسكاً وثقة بنفسه، ولا يجعل من الناقد أو الجهة عدواً له بل هو متسامح مع الجميع. لدى حسن عسيري في ذهنه (فكرة) و(مشروع) وليس الهدف من تحركاته الإنتاج لمجرد الإنتاج والربح وإلا لأنتج مسلسلاً لكل مواطن (مجازاً). (البراجماتية) مشروع فلسفي يراه حسن عسيري بالجانب الإيجابي وليس بـ(التجاوزي)، وهي فلسفة لو طبقها بقية المنتجين أو الممثلين بينهم البين لتشكلت تحالفات كبيرة مثلما يفعل صناع الدراما أو الإنتاج الفني بكافة مصنفاته في كثير من دول العالم المتقدمة.