إن أحد الأهداف البعيدة لمختبر الوسائط في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا الذي أسسه نيكولاس نيفروبونت، هو إمكان تصميم آلات يمكنها أن تميّز أساليب تواصل الناس مع بعضهم وتقلدها، فالناس لا يستخدمون اللغة فحسب، فنحن نستخدم لغة جسدية غنية ومعقدة ومؤلفة من مجال عريض ومختلف من الإشارات للاتصال مع الآخرين، بما في ذلك الاتصال بالعين، وتعابير الوجه وغمزاته وحركات الذراع ونغمة الصوت ووضعية الجسم.
ويمثل تصميم الغرفة الذكية خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث لا تتعرف هذه الغرفة على الناس فحسب، وإنما على إشاراتهم وعواطفهم.
إن نموذج مختبر الوسائط عن الغرفة الذكية في المستقبل -على حد قول ميتشيوكاكو في كتابه (رؤى مستقبلية)، هو مكان مجهز بكاميرات صغيرة موضوعة في السقف وبشاشةكبيرة في حجم الجدار على الأرض.
يكتب ألكس بنتلاند عن مختبر الوسائط في معهد ماسا شوستس للتكنولوجيا قائلاً: تصور منزلاً يعرف باستمرار مكان وجود أطفالك، ويخبرك إذا كانوا يواجهون أي مشكلات، أو مكتباً يرى إذا كان لديك موعد مهم ويحميك مما يعطلك عن ذلك، أو سيارة تحس إذا كنت متعباً وتحذرك بأن عليك أن تتوقف.
بيد أن هناك حقيقة مهمة في هذا الشأن مفادها لا يمكن لأجهزة الحاسوب اليوم أن تتعرف بشكل موثوق على وجه شخص معين من زوايا مختلفة. فالوجوه هي من بين أصعب الأشياء التي يمكن تمييزها بواسطة الحاسب.
ومع ذلك فإن حاسب مختبر الوسائط يختصر الطريق إلى هذه المسألة الصعبة، فلديه مسبقاً سلسلة من الوجوه الرئيسة مخزنة في ذاكرته، وإذا مسح الحاسب وجه شخص غريب وطابقه مع وجه مسجل في الذاكرة، يمكنه عندئذ أن يحدد على نحو دقيق تشابهاً مع أحدها، إلى 99% من الحالات، في مجموعة تتألف من عدة مئات من الأشخاص.
لقد وجد العلماء أن من الممكن التعرف على العواطف بواسطة أجهزة الحاسب، نتيجة لحركات الانبساط التي تحدثها في الوجه، فالابتسامة مثلاً تؤدي إلى انبساط عريض لعضلات فمنا، وتعمل الدهشة على رفع الحواجب، ويقود الغضب إلى تقطيب الجبين ويحدث الامتعاض أو القرف حركة على كامل الوجه.
ولذا، فعندما ركز الحاسب على أجزاء الوجه التي هي في حالة حركة، استطاع في الاختبارات أن يتعرف بشكل صحيح على الحالة العاطفية للشخصي حوالي 98% من المرات!!