|
الجزيرة - نورة الشبل
عدَّ معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل كلية اللغات والترجمة من أفضل الكليات المماثلة لها على مستوى الجامعات السعودية، مشيراً إلى أن كلية اللغات والترجمة تسعى إلى تذليل كل العقبات أمام الطلاب والطالبات للاستفادة من هذه اللغة.
جاء ذلك خلال افتتاح الندوة التي رعاها معالي الدكتور أبا الخيل نيابة عن معالي وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري صباح أمس الاثنين 17-5-1433هـ ندوة (تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية: الواقع والتحديات) بقاعة الشيخ عبدالعزيز التويجري في مبنى المؤتمرات والتعليم المستمر بالمدينة الجامعية.
وبين معاليه أن الإسلام دين وسطية واعتدال وينبذ كل غلو وتطرف ولا يمكن أن نوصل ذلك إلى كافة أرجاء الأرض إلا عبر تعلم لغات العالم، واستشهد معاليه بموقف للشيخ ابن عثيمين في جامع خادم الحرمين الشريفين بالمدينة الجامعية وفيه أكثر من 16 ألف مصل عندما سأل أحد الطلاب عن رأيه في تعلم اللغة الإنجليزية؟ فأجاب الشيخ ابن عثيمين: (لو كان بيدي لتعلمتها لأنها أصبحت لغة العصر).
وأشار معاليه إلى اهتمام ولاة الأمر منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بالتعليم كل ما يدعو إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة ومن ذلك اللغة الإنجليزية, متمنياً أن تكون توصيات هذه الندوة واقعاً ملموساً يطبق في جميع مراحل التعليم بالمملكة.
من جانبه أشاد رئيس اللجنة التحضيرية وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عبدالله بن حمد الخلف باهتمام ولاة الأمر -حفظهما الله- بالتعليم لأبناء وبنات الوطن، مشيراً إلى منهج جامعة الإمام في التعليم تمثل المنهج العام للدولة لنشر الإسلام والحضارة الإسلامية في كافة أنحاء العالم.
وأضاف الدكتور الخلف: أن تنظيم الجامعة لهذه الندوة دليل على رغبة القائمين عليها وفي مقدمتهم معالي مديرها الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في توفير كافة السبل الممكنة لتعليم طلابها وطالباتها من الثقافات العالمية التي يستفيد منها الوطن.
ثم بين رئيس اللجنة العلمية للندوة الدكتور أحمد بن عبدالله البنيان عميد معهد الترجمة والتعريب بأن الندوة تهدف إلى: التعرف على واقع وتحديات تعلم اللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية، والإسهام في طرح رؤية مستقبلية لتطوير تعليم اللغة الإنجليزية، والتعرف على الخبرات المحلية والدولية في تعليم اللغة الإنجليزية. وأضاف بأن محاور الندوة تركز على: تأهيل معلمي اللغة الإنجليزية وتدريبهم، ومعلم اللغة الإنجليزية بين اللوائح والممارسات، ومناهج اللغة الإنجليزية وطرائق تدريسها، ودافعية الطلاب وتوجهاتهم نحو تعلم اللغة الإنجليزية.
كما نوه الدكتور البنيان بأن الندوة تلقت أكثر من 70 طلب مشاركة تم قبول 30 متحدثاً ومتحدثة من داخل المملكة وخارجها يمثلون 23 ورقة بحثية بالإضافة إلى ورش العمل المتخصصة التي تعقد يومياً.
وألقى الدكتور شون ليون الكلمة الافتتاحية والتي عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذه الندوة، متمنياً أن تحقق الندوة الأهداف المنشودة منها.
وأشار الدكتور شون إلى أهمية اللغة الإنجليزية في الوقت الحالي كونها من أهم اللغات تداولاً في العالم، وتناول أبرز التحديات التي تواجه معلمي اللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية.
وفي نهاية الحفل الافتتاحي كرم معالي الدكتور أبا الخيل الجهات الراعية.
حضر الحفل وكلاء الجامعة وعمداء الكليات والعمادات المساندة وعدد من مسؤولي الجامعة والمهتمين من خارج الجامعة.
وفي أولى جلسات ندوة تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية - الواقع والتحديات التي تنعقد حالياً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كانت المشاركة الأولى في محور (المتعلمون والبيئة التعليمية)، حيث شاركت الدكتورة زينب النجار من جامعة عين شمس عن الابتكار في سياق التعليم المصري للغة الإنجليزية كلغة أجنبية وتحدثت عن مدارس النيل المصرية كنموذج من خلال رؤيتها التعليمية في إنشاء مدارس ملتزمة بالتميز وتزويد المتعلمين بالتعليم الجيد وبناء شراكة مع أولياء الأمور والمجتمع وذلك بالاعتماد على أفضل الممارسات التربوية المعاصرة كما هو موضح في العمل الدولي لتقييم كامبردج.
وأضافت: تم تطوير المناهج الدراسية مع الأخذ في الاعتبار رسالة مدارس النيل المصرية ورؤيتها، والسياق المصري، ومعايير المناهج الوطنية المصرية وأن الهدف من المشروع هو خلق منهج جديد لمصر يلبي مطالب التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين والتوظيف في المستقبل، كما تطرقت للحديث حول الخصائص الابتكارية في منهج اللغة الإنجليزية وخطط التطوير المهني للمعلم المقدمة على الانترنت أو وجها لوجه والتقويم الجديد لخطة التعلم وعرض العوامل التي تعيق التنفيذ الناجح لمنهج مدارس النيل المصرية الابتكارية.
تلا ذلك مشاركة الدكتور عمر شيخ الشباب من جامعة الملك فيصل تحدث عن مجال المتكلم في المعجم الذهني الأساسي عند المتعلمين العرب للغة الإنجليزية وذلك في الدراسة التي أجراها بعشر مهام على مجموعتين من الطلبة الجامعيين بجامعة الملك فيصل بهدف اكتشاف القدرة التأويلية في مجال المتكلم لديهم في مرحلة ما قبل الصياغة، وذلك عن طريق دراسة المعجم الذهني.
وأضاف قائلاً: هناك ست مهام تدرس تداعي المفردات في النظام اللغوي الداخلي عند المتعلمين، وأربع مهام تدرس النظام اللغوي الداخلي لدى الطلبة عن طريق دراسة الترجمة واتضح من خلالها أن المجموعتين التجريبيتين تعانيان من ضعف الكفاءة باللغة الإنجليزية بالإضافة إلى أن أفراد العينة يستعملون الترجمة المباشرة الموازية ولديهم تفضيل مؤكد للحلول الدلالية في الحالات التي تحتاج إلى التركيب اللغوي.
وفي ختام مشاركته أوصى شيخ الشباب القائمين على تصميم المناهج والمواد التعليمية المحلية بوجوب تبني المنهج العلمي الداعم للممارسات المعيارية التي وضعها الخبراء والمهنيون والممارسون في مجالات التخصص وكذلك تبني أنماط إدارية إجرائية فعالة مرتكزة على تأدية المهام المطلوبة وعلى الأداء الفعال في الفصل الدراسي.
وفي ختام الجلسة شارك من جامعة الملك خالد الدكتور عبدالواحد الزومر متحدثا حول تصورات بيئة التعليم المدمج وأثره في تعلم اللغة الإنجليزية على طلاب جامعة الملك خالد قائلاً: تركز هذه الدراسة على أثر هذه الوسيلة الجديدة للتعلم على تعلم اللغة مع الإشارة الخاصة إلى تأثير نظام إدارة التعلم عبر برنامج بلاكبورد بشأن تطوير تعلم اللغة الإنجليزية.
وأضاف الزومر: إن نتائج هذه الدراسة ستسهم في تقييم فعالية استخدام نظم إدارة التعلم في تعليم اللغة وتعلمها في سياقات اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية.
بينما في الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور محمد الريحاني ومحورها التطوير المهني، كان المتحدث الرئيس الدكتورة بولا جومبلك من جامعة فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية، وكان بحثها بعنوان «القوة التحويلية للسرد الذي يؤلفه المعلمون في التطوير المهني لمعلمي اللغة»، وأوضحت أن السرد اكتسب شهرة في تعليم مدرس اللغة الثانية في أنحاء مختلفة من العالم على مدى العقدين الماضيين، وأشارت إلى أنه شكل كيفية مجال تعلم مدرس اللغة ودعمه، ومثل السرد ضمن تعليم مدرس اللغة الثانية، إلى حد كبير أداة لتساؤل المعلم يقوم من خلاله المعلمون بفهم تعلمهم وخبراتهم التعليمية، والقيام بتغييرات جديرة بالاهتمام في ممارساتهم التدريسية.
وأضافت: يثبت هذا البحث، الذي يرتكز على النظرية الاجتماعية الثقافية التي وضعها فيجوتسكي، أن السرد يعمل كأداة تأملية تدعم تطوير المعلم وتعززه من خلال شحذ العمليات المعرفية بطرق معقدة: فالسرد يعمل على الإفصاح عن التفكير خارجيا، والتعبير اللفظي، والفحص المنتظم.
ويعرف هذا البحث أدوار السرد، ويبرز التفاعل بين هذه الأدوار عن طريق تتبع التطوير المهني للمعلمين في استفسارين ذوا طابع سردي قد كتبهما المدرس، ويقدم السرد الذي كتبه المعلم أدلة قوية عن التنافر المعرفي والعاطفي الذي يعانيه المعلمون، والموارد التي يستغلونها لحل عملية تعلمهم. وعلى وجه الخصوص، يقومون باكتشاف أن العواطف هي بمثابة القوة الدافعة لتعلم المعلم. ويبرزون بكلمات المعلمين أنفسهم كيف ينشأ فهم جديد ومتى يحدث ذلك وسببه، وكذلك المفاهيم التي يمكن، ولكن ليس دائما، أن تؤدي إلى تحول المفاهيم في التدريس، وأنشطة التدريس.
وأخيرا، يعمل السرد الذي يؤلفه المدرس بتوثيق تعلم المدرس ويضع المدرسين في موضع العلماء والمبتكرين الشرعيين للمعرفة.
بعد ذلك قدم الدكتور الصادق يحيى العزة من جامعة المجمعة ورقته بعنوان «دور معلم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في الفصول الدراسية القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: جامعة المجمعة نموذجاً»، أشار فيها إلى أن العادة درجت على اعتبار المعلم «سلطة تعليمية»، و»موزعا للمعرفة»، و»شخص مسؤول عن التوجيه»، ولكن مع دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الفصول الدراسية أصبحت مصادر المعرفة في متناول الطالب بطرق خرجت عن سيطرة المعلم، ونظراً لأن الطلاب ينظر إليهم بشكل عام على أنهم «المواطنين الرقميين»، و»جيل الشاشات»، بسبب درايتهم بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فقد تم إعادة النظر في دور المعلم التقليدي من قبل الباحثين التربويين. وبين أنه حاول في دراسته استقصاء رأي معلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية في التأثير المحتمل الذي يمكن أن تؤديه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أدوارهم في جامعة المجمعة، وأوضح أن التحليل الإحصائي للبيانات أثبت وجود تباين كبير بين رغبات المشاركين في الأدوار التقليدية وتلك القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما يفضل معظم أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية الأدوار القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر من الأدوار التقليدية، فيما رد التحليل فرضية أن الأدوار القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات قيمة متساوية لمعظم أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية.
المتحدث الثالث الأستاذ المشارك بكلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله مطر أبو نبعة وعنوان دراسته «درجة ممارسة مشرفي الجامعة والمعلمين المتعاونين ومديري المدارس لأدوارهم في برنامج التربية العملية للطلبة المعلمين في جامعة الإمام»، وهدفت الدراسة إلى استقصاء درجة ممارسة مشرفي الجامعة والمعلمين المتعاونين ومديري المدارس لأدوارهم في برنامج التربية العملية للطلبة المعلمين في جامعة الإمام واقتراحاتهم لإصلاحه.
وبين الباحث أن النتائج أظهرت أن درجة ممارسة مشرفي الجامعة لأدوارهم كانت معتدلة في حين كانت درجة ممارسة المعلمين المتعاونين ومديري المدارس منخفضة، وبينت النتائج أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية في درجة ممارسة المشاركين ولصالح مشرفي الجامعة الإناث، وقدم المشاركون في الدراسة عدداً من الاقتراحات لتحسين برنامج التربية العملية ومنها تزويد الطلبة المعلمين بما يحتاجون من المواد التدريسية والكتب المقررة وأدلة المعلمين ومنح المدارس المتعاونة شهادات تقدير وتقوية العلاقة بين الجامعة والمدارس المتعاونة.
وفي الورقة الرابعة قدمت ورقة عمل عن «مشروع تطوير تعليم اللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية» وهو البحث الذي قدمه الباحثان الدكتور صالح بن سليمان الشايع مدير عام المناهج والأستاذ عبدالله بن سعد البدري المدير التنفيذي للمشروع، إذ أشار الباحثان إلى أن تطوير المناهج من أهم أولويات وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، وكشفا أن الهدف العام من مشروع اللغة الإنجليزية إلى رفع الكفاءة الداخلية والخارجية في مجال اللغة الإنجليزية في التعليم العام، انطلاقا من تحسين مدخلات تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية وفق معايير عالمية من خلال المقررات الدراسية والمواد التعليمية المصاحبة وتدريب وتأهيل المعلمين والمشرفين، أما رسالته فهي توفير حلول شاملة لتعليم وتعلم اللغة الإنجليزية من خلال منظومة تعليمية متكاملة لإتقان مهارات اللغة الإنجليزية في التعليم العام بمشاركة بيوت الخبرة العالمية لتحسين المخرجات التعليمية التي تساهم في تحقيق متطلبات التعليم الجامعي وسوق العمل.
وبين الباحثان أن النواتج المتوقعة من المشروع الوصول إلى مناهج مطورة عالمية للغة الإنجليزية في التعليم الأساسي والثانوي تتواءم مع البيئة المحلية للمملكة العربية السعودية (International Saudi Edition)، وكذلك توفير حقائب تدريبية نوعية وبرامج عالمية حديثة وشهادات دولية معتمدة للمعلمين في تعليم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، ومواد تعليمية إثرائية متقدمة ومواقع تفاعلية لمقررات اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى امتلاك الخبرات وتوطين المهارات في صناعة المناهج والتصميم التعليمي من بيوت الخبرة العالمية.
وأوضحا أن المجالات هي التعليم الأساسي، والتعليم الثانوي، ومعاهد مراكز تعليم اللغة الإنجليزية، والتعليم الأهلي والتعليم الخاص، والمدارس السعودية في الخارج، أما خطته الزمنية فهي خمسة أعوام تبدأ من عام 1431هـ.