كراسي البحث العلمية إحدى الوسائل لتجسيد التعاون والشراكة ما بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص في المساهمة في التنمية العلمية والبحثية والاقتصادية الوطنية، وهي أحد أهم الروافد الأساسية لدعم البحث العلمي الموجَّهة للتركيز على جوانب وقضايا بحثية ذات علاقة مباشرة في التنمية المستدامة والنتاج العلمي المسهم في اقتصاديات المعرفة وحل المشكلات التي تواجه المجتمع. ولا يقتصر دور الكراسي البحثية على البحوث والدراسات العلمية؛ فلها أدوار مهمة في خدمة المجتمع ودعم النتاج العلمي بشتى أنواعه وتنظيم المؤتمرات التي تندرج تحت أهدافها الرئيسة.

وإن تبني جامعة القصيم (كرسي الشيخ عبدالله بن صالح الراشد الحميد للسيرة النبوية وخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم) وتنظيم مؤتمر عالمي عن (المرأة في السيرة النبوية ـ والمرأة المعاصرة، المملكة العربية أنموذجاً) برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ليؤكد اهتمامها بهذا الجانب، وإن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر لتؤكد من جانب اهتمامه الشخصي وقيادة المملكة العربية السعودية بالعلم والعلماء والحوار العلمي المفتوح بين العلماء والمختصين والمهتمين من شتى بقاع المعمورة، تحت مظلة علمية تأصيلية، وتدل من جانب آخر على اهتمام الحكومة بالمرأة ودورها البارز في تنشئة النشء وتنمية مجتمعها على مر العصور ومنذ العهد النبوي وما تلاه من عصور حتى وقتنا الحاضر.

والمرأة السعودية قد حظيت باهتمام وعناية خاصة في جميع آفاق الحياة العلمية والوظيفية والحقوقية، مع المحافظة على خصوصيتها وفقاً لما كفله الشارع في القرآن الكريم وسُنّة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

واختيار المرأة السعودية أنموذجاً يأتي لإبراز دورها الواضح وإسهاماتها التنموية في مجتمعها وخارجه وما حققته من نجاحات وإنجازات؛ حيث لا تجد مجالاً من مجالات الحياة إلا وللمرأة السعودية مكانة ودور فيه؛ فتجدها في شتى بقاع العالم دارسة وباحثة ومشاركة، مع محافظتها وتمسكها بتعاليم دينها الوسطي الحنيف.

وقد حرص منظمو المؤتمر على إتاحة الفرصة لجميع الباحثين والمختصين والمهتمين بالمرأة وقضاياها للمشاركة بنتاجهم العلمي المتميز في محاور المؤتمر. ويمثل المشاركون بالمؤتمر 17 دولة عربية وإسلامية وصديقة، سوف يثرون بكل تأكيد المؤتمر بدراساتهم وحوارهم العلمي على مدار جلساته العلمية.

وإن رعاية خادم الحرمين لهذا المؤتمر والدعم المتواصل من معالى وزير التعليم العالي واهتمام ومتابعة ودعم من معالى مدير جامعة القصيم كانت حافزاً كبيراً ومشجعاً لجميع أعضاء لجان المؤتمر للعمل الدؤوب وبذل الجهد الكبير لظهور المؤتمر بالصورة التي يتطلع إليها ولاة أمرنا؛ فلهم جميعاً خالص الدعاء بالتوفيق والسداد لكل ما فيه خير.

والشكر والدعاء الخالص متواصل لراعي الكرسي الشيخ عبدالله بن صالح الحميد الراشد، وللراعي الحصري للمؤتمر الشيخ مسعد بن سعد بن سمار، على ما قدماه من دعم مالي جسدا من خلاله التعاون والشراكة الحقيقية بين القطاعَيْن الخاص والعام اللذين يسهمان في التنمية المستدامة للمجتمع.

(*) وكيل جامعة القصيم للدراسات العليا والبحث العلمي ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر