متابعتي لنشاطات وزير الحج، الدكتور بندر حجار، تبيح لي أن أستغرب صبره على الفوضى العارمة في سوق الطوافة. أجل، لقد صارت سوقاً بل حراجاً ! د. حجار التصق بحقوق الإنسان، وليس هناك أهم من الإنسان الذي ترك الدنيا وما فيها، ليسافر إلى بيت الله، كي يطوف ويسعى فيه.
تجار الطوافة يقولون لنا في الصحف، أن ساحتهم بيضاء وأنهم يدفعون من جيوبهم، في سبيل راحة الحاج والمعتمر: « أشوف كلامك أصدّقك، أشوف عمايلك أستعجب» !! أي والله، نحن نستعجب. لماذا مؤسسات الطوافة تتناحر وتتبادل الاتهامات في سبيل وجاهات أوعضويات مجالس؟! لماذا لا يكون التناحر في سبيل خدمة ضيوف الرحمن؟! أمن أجل الظفر بأكبر قطعة من الكيكة؟! ألا يمكن يا دكتور بندر الجلوس مع هوامير هذه المهنة، والوصول معهم إلى نقطة نظام ؟! ألا يمكن أن يسيطر النظام على جشع بعضهم، وضعف نفوس بعضهم الآخر ؟!
من المؤكد أن لكل مهنة ما يعكر صفوها، ولكن ليس إلى الدرجة التي وصلت فيها قضية مؤسسات الطوافة ! الموضوع يا ناس لا يتعلق بسلعة بريالين، بل بمناسك يؤديها المسلم مرة واحدة في حياته ! وأكيد ستقولون، إذا الطوافة في بيت الله فيها جشع، فأين لا يكون الجشع؟!