في حفلها البهيج الذي أقامته يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشائها، أعادت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران إلى الذاكرة ملامح من مسيرة عطاءاتها الجزيلة على مدى العقود الخمسة الماضية. كان ذلك بحضور جمع غفير من أبنائها ومنسوبيها السابقين والحاليين من طلاب وأساتذة ومسؤولين جاؤوا من جميع مناطق المملكة، وضيوف من داخل المملكة وخارجها.
لقد كانت جامعة البترول منذ البداية جامعة متخصصة حتى عندما كانت تحت مسمى «كلية البترول والمعادن». وقد حققت ريادة في مجالها، سواء في مجال الأبحاث أو التدريس أو في إدخال أساليب جديدة في التعاطي مع العملية التعليمية والتدريبية من خلال مبادرات كثيرة تم استنساخها في أكثر من مكان فيما بعد.
يقول مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان وهو يتحدث عن مبادرات الجامعة: «إن هذه النماذج من المبادرات التي انفردت بها الجامعة وكانت أول من نفذها على أرض الواقع بتميز وجودة، جعلتها نموذجاً يُحتذى من الجامعات الأخرى مما يسعد الجامعة ويشرفها ويضاعف من مسؤوليتها ويحفزها على الاستمرار في التطور والرقي».
هذه المبادرات تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، برنامج السنة الإعدادية، البرنامج التعاوني والتدريب الصيفي، يوم المهنة، الاعتماد الأكاديمي، اختبارات القبول، إتقان التدريس باللغة الإنجليزية، كراسي الأستاذية، وقف الجامعة، حاضنات الأعمال، معهد البحوث، تأسيس المجلس الاستشاري الدولي، الشراكة الإستراتيجية مع الصناعة، مركز الابتكار، التبادل والزيارات الدولية للطلاب.. وغير ذلك من المبادرات التي ثبت نجاحها، فشاعت بعد ذلك في أكثر من جامعة.
كان من الطبيعي، في مثل هذه البيئة، أن ينتعش البحث العلمي وأن تكون العملية التعليمية ناجحة من خلال مخرجات طلابية تتسابق على استقطابها شركات القطاع الخاص وأجهزة الدولة في سوق عمل مفتوح لجميع الجنسيات من دول العالم. بل إن خريجي الجامعة أثبتوا قدرتهم التنافسية في سوق العمل خارج المملكة فكان منهم الكثيرون الذين يعملون في شركات عالمية كبرى في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا.
وعلى صعيد الأبحاث وبراءات الاختراع حققت الجامعة نجاحاً كبيراً من خلال معهد البحوث العريق التابع للجامعة وأبحاث الأساتذة والطلاب في مختلف كلياتها. وحسب إحصائيات الجامعة، فإنها تملك ما نسبته 91 بالمائة من براءات اختراع الجامعات السعودية المسجلة في دول أخرى.
وبشهادة سوق العمل، فإن جامعة البترول أثبتت قدرتها على تقديم كفاءات سعودية عالية التميز.. بعكس ما يُشاع عن عدم قدرة الإنسان السعودي على المنافسة مع الآخرين عندما تتاح له فرصة الحصول على تعليم متميز.. وهذا ما سأتناوله في مقالة قادمة إن شاء الله.
alhumaid3@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض