بقلم: جيمس بي. سميث(*):

لقد كانت أكثر الانطباعات دواماً في نفسي كسفير للولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية، تلك التي نشأت من خلال المناقشات التي أجريتها مع مواطنين سعوديين عادوا للتو من أول رحلة قاموا بها إلى الولايات المتحدة. خلال مثل هذه المحادثات، كان الناس يقولون لي دائماً إن زيارتهم إلى الولايات المتحدة ساعدتهم في فهم وتقدير بلادي وثقافتها على نحو أفضل. وينطبق الشيء نفسه على تجربتي في السعودية.



فعلى الرغم من افتتاني الطويل الأمد بالمملكة العربية السعودية، فإن زيارتي الأولى للبلاد في عام 1991م هي التي ساعدتني في الشعور بالتواصل مع ثقافة المملكة العربية السعودية وشعبها. في هذا تكمن قوة السياحة والسفر. فالتجربة التي توفرها السياحة، أكان ذلك من خلال السفر إلى الخارج أو استضافة الزوار الأجانب، تغني ثقافتنا وتعزّز التفاهم المتبادل بيننا كشعوب. وعليه فإنني أشجعكم على زيارة الولايات المتحدة خلال إجازتكم التالية في الخارج.



لقد جعل الرئيس أوباما من تسهيل السياحة إلى الولايات المتحدة أولوية لوزارة الخارجية. وقال في خطابه لدى زيارته (ديزني وورلد) في أورلاندو، بولاية فلوريدا، انظروا إلى حيث نحن. إننا نملك أهم الأماكن الترفيهية في العالم التي يمكن للناس أن يقصدوها، وما هذه سوى أرض العجائب الطبيعية الرائعة. وأضاف: إننا نرغب في الترحيب بكم، داعياً بذلك المسافرين الأجانب إلى زيارة الولايات المتحدة.



لقد استضافت الولايات المتحدة في عام 2010م حوالي 60 مليون زائر أجنبي. فبدءاً من شواطئ كاليفورنيا الطبيعية النقية وصولاً إلى شوارع مدينة نيويورك التي تعج بالنشاط والحركة، تقدم الولايات المتحدة معالم سياحية كثيرة التنوّع يمكنها تلبية جميع الأذواق.



وهذا هو أفضل وقت بالنسبة للشعب السعودي لزيارة الولايات المتحدة. فالقسم القنصلي في سفارتنا في الرياض وقنصليتانا في جدة والظهران أصبحت تعالج طلبات التأشيرات الأمريكية للمواطنين السعوديين بأسرع وتيرة شهدناها منذ سنوات. ففي السنة الماضية، تمت الموافقة على منح تأشيرات أمريكية لـ94 بالمئة من طلبات التأشيرات المقدّمة من السعوديين لدخول الولايات المتحدة، وأنجزت 75 بالمئة من هذه التأشيرات خلال أسبوع واحد. وقد أصدرنا أكثر من 100 ألف تأشيرة إلى مواطنين سعوديين خلال السنة الماضية، ونشرت صحيفة عكاظ قبل فترة تصريحاً لأحد وكلاء السفر في المملكة قبل فترة قال فيه إن 70 بالمئة من حجوزات السفر لديه كانت لرحلات إلى الولايات المتحدة. وهذا إنجاز مثير للإعجاب بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. فإننا نستثمر من خلال تسهيل التفاعل فيما بيننا، في مستقبل هذه العلاقة. إن أبواب أمريكا مفتوحة أمامكم، ونقول لأصدقائنا السعوديين (أهلاً وسهلاً).



وأدعوكم بصورة خاصة إلى زيارة متنزهاتنا الطبيعية القومية، تشمل شبكة المتنزهات القومية في الولايات المتحدة 400 موقع وتغطي مساحة تبلغ حوالي 34 مليون هكتار. وقد أنشئ متنزه يالوستون، الذي يمتد عبر أراضي ثلاث ولايات، في عام 1872، مما يجعله أول متنزه طبيعي وطني في العالم، توفر المتنزهات القومية جمالاً طبيعياً منقطع النظير ولمحة عمّا كانت تبدو عليه القارة قبل تأسيس الولايات المتحدة، وعلاوة على المتنزهات الطبيعية، تشمل هذه الشبكة القومية نصباً تذكارية ومواقع تاريخية، مثل ساحات معارك الحرب الأهلية، لقد ترعرعت في ولاية جورجيا، وكنا نقوم، عائلتي وأنا، برحلات متكررة إلى هذه المتنزهات وسوف أتذكر هذه الزيارات دائماً بشوق.



خلال فترة وجودي في المملكة العربية السعودية، أثار إعجابي ما تقوم به الهيئة السعودية للسياحة والآثار من نشاط لتعزيز وتشجيع السياحة في المملكة العربية السعودية، تشكل المملكة العربية السعودية، بصفتها موقعاً لأحد أضخم التجمعات السنوية للبشر في العالم، ألا وهي فريضة الحج، مقصداً رئيسياً للسياحة الدينية في العالم، وفي كل سنة يزور أكثر من عشرة آلاف مسلم أميركي المملكة العربية السعودية لأداء هذه الفريضة التي تعتبر أحد الأركان الخمسة الأساسية للإسلام، وما زالت تسعى هذه الهيئة السياحية لتوسيع الفرص السياحية المتاحة في المملكة العربية السعودية، حيث حققت نتائج مثيرة للإعجاب، واستناداً على وكالة الأمم المتحدة للسياحة العالمية (UNWTO) فإن بعض الأماكن السياحية في المملكة لا تزال تشهد زيادات في أعداد الزوار على الرغم من انخفاض أعداد الزوار إلى الشرق الأوسط الأوسع بصورة عامة، وهؤلاء الزوار يوفرون فرص العمل ويعزّزون الاقتصاد السعودي. تعتبر الوديان الجبلية السحيقة في المملكة من أروع الوديان في العالم، كما تشتهر مياه البحر الأحمر بأنها توفر بعض أجمل فرص الغوص في العالم، وكذلك تقدّم مواقع التراث العالمي، مثل مدائن صالح، ومنطقة الطريف في الدرعية أكثر المشاهد الآسرة لآثار الثقافات القديمة.



عندما يزور الناس المملكة العربية السعودية، فإنهم سيتمكنون من فهم البلاد وشعبها بطريقة لا تتوفر لهم من مجرد مطالعة كتاب أو مقال صحفي. خلال استكشافاتنا، دهشنا، أنا وعائلتي، لجمال البلاد ولحسن ضيافة شعبها، ما زلنا نصادف اكتشافات جديدة، كما أنني أقوم بتشجيع الأميركيين دائماً على زيارة المملكة العربية السعودية، فمن أجل تحقيق التفاهم الأفضل وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، على الشعب الأميركي والشعب السعودي الاستمرار في زيارة بلدي بعضهما البعض.





(*) سفير الولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية