تفضل الزميل (محمد السياط) في ثنايا آخر ما طرحه في زاويته الأسبوعية حول الشأن الهلالي.. منبهاً إلى خطأ ما تتداوله بعض الأوساط الجماهيرية الهلالية هذه الأيام من مطالبات ومن تكهنات وحتى انتقادات على اعتبار أن هذه المرحلة من الموسم ليست هي المرحلة المناسبة لتداول مثل هذه الأمور.
نعم : الوضع يبدو على غير ما اعتادته جماهير الزعيم.
ولكن ليس هذا هو الوقت المناسب للمطالبة بتغيير الجهاز الفني أو خلافه من المطالبات الأخرى.. وليس هذا هو الوقت المناسب للمحاسبة.
ذلك أن الفريق تنتظره جملة من الاستحقاقات المهمة التي لا تقل شأناً عن مسابقة الدوري التي تضاءلت حظوظه في الظفر بلقبها إلى درجة التلاشي.
فهناك المسابقة الآسيوية، وهناك مسابقة بطولة الأبطال..وهما من الاستحقاقات ذات الأهمية الكبرى.. وقد يغير الله من حال إلى حال فيعود الزعيم إلى سابق عهده من خلال إحداهما.
القصد: يجب أن نحتفظ بكل ما في جعبتنا من ملاحظات ومن مطالبات ومن انتقادات إلى حين الفراغ من كامل الالتزامات الموسمية وعندها يكون لكل حادث حديث.
لم يكن ما تفضل به الزميل السياط من طرح هو ما دعاني إلى هذا التناول اليوم فحسب.. ذلك أن معظم التعليقات والتعقيبات التي ترد من القراء الأعزاء على مقالاتي مؤخراً.. تصب في ذات القناة، وتنحى ذات المنحى.. وكنت أنوي تناول هذا الموضوع ولكن جاء طرح الزميل فحفزني أكثر.
صدقوني أن المعنيين بشأن الزعيم على علم ودراية بأن الأمور ليست على ما يرام، وأنهم أكثر دأباً على تلافي ما يمكن تلافيه من أخطاء.. غير أن نتائج ذلك لن تتحقق بين عشية وضحاها، فاصبروا إن الله مع الصابرين.
إلى أين يسير بنا هؤلاء..؟!
إلى عهدٍ قريب.. كانت وسائل الإعلام على محدوديتها منابر مضيئة للإبداع والطرح المتوازن، الخالي من (اللغط) وساقط القول والقيمة.
كان من الصعب جداً أن يجد الإسفاف طريقه ممهدة لمصافحة أنظار أو أسماع المتلقي.. كان الكل يحرص على الظهور والطرح في إطار من الذوق والحشمة إما التزاماً ذاتياً، أو خشية الاصطدام بطود الرفض الجماعي، حتى أسرى الإسفاف كانوا قلّة قليلة لا يكادون يُرون في زحمة السواد الأعظم من الفضلاء والأسوياء.
اليوم وسط هذا الخضمّ المتلاطم من وسائل الإعلام غير المؤهل أصلاً لحمل الأمانة والرسالة الإعلامية على الوجه الصحيح وبخاصة الفضائي، يليه المقروء من حيث الكثافة.
ما كان في عِداد (العيب) أصبحنا نشاهده ونقرؤه صباح مساء دون تحفظ أو تردد..؟؟!!.
وعندما تبحث عن سبب طغيان هذه الرداءة والتردّي.. تجد بأن اللهث خلف المادة من جهة، وحب المنافسة (على عماها) من جهة أخرى،هما الباعث واللاعب الأول في المسألة.. لذلك يتم استقطاب كل من هب ودب.. بما في ذلك المتردية والنطيحة لتحقيق هذا الهدف أو ذاك دون النظر لما يترتب على ذلك من نتائج سيئة بحق المجتمع حاضراً ومستقبلاً ؟!.
المصيبة أن المنافسة انحصرت بين السيئ وصنوه.. في حين ظل الجيد جامداً دون تنافس.. وإن حدث شيء من ذلك فعلى استحياء أو على طريقة مشي السلحفاة ؟!.
ويحمد للقلة من الوسائل الإعلامية ثباتها وتمسكها بمبادئ الرسالة الإعلامية النزيهة، وأخص هنا المقروءة، وعلى رأسها جريدة (الجزيرة).
إن من تضطره احتياجات وضرورات المهنة لمتابعة ما يجري على الساحة الإعلامية البرامجية الرياضة في غالبه اليوم.. لا بد أن يشعر بالكثير من الأسى والحزن لما آلت إليه الأمور.. كيف تحولت (الوقاحة) إلى بضاعة رائجة لها أسواقها ومريدوها.