في بداية حرب الخليج الأولى وإبان احتلال دولة الكويت، وتحوطاً لاتساع أطماع الحكم الصدامي آنذاك للنيل من حدود مملكتنا الغالية وتقدم كافة القوات المسلحة السعودية لتحمي تراب الوطن أذكر أن المسؤولين وأصحاب القرار فتحوا باب التطوع للشباب للوقوف مع أشقائهم العسكريين بعد خضوعهم لتدريب عسكري مكثف.. أقول حينما فتح الباب للمتطوعين السعوديين الشباب سرعان ما تقاطروا من كل حدب وصوب من جميع أنحاء المملكة للفوز بـ(شرف خدمة الوطن) وقد كانت الأعداد المتقدمة بكثافة عالية بحيث لم تستطع مراكز التدريب احتواء هذا الكم الهائل من شباب الوطن. ولعل المبهج في الأمر أن الأمراء الشباب من آل سعود الكرام كانوا في مقدمة المتطوعين لهذا الهدف التاريخي النبيل بل إن بعضهم كان على خطوط النار للقيام بالمهمات العسكرية التي أسندت إليهم حتى ولو كانوا مدنيين يقومون بأدوار مساندة في الإدارة والطبابة والإسعاف والتموين.
وهذه التجربة القصيرة والناجعة حقاً جعلت المواطن يطمئن على أن أبناء الوطن هم سنده وسناده وسوره في الملمات تماماً كما كان أسلافهم يتسابقون للجهاد بقيادة المؤسس العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- حتى أسهموا بقيام وحدة هذا الكيان الشامخ العظيم.
***
بالطبع كل هذا الاستهلال هو مفتاح كما سنتناوله الآن نظراً لأهميته التاريخية القصوى بل و(الملحّة) في وقتنا الراهن ونعني بذلك (خدمة العلم) أو التجنيد الإجباري كما تسميه بعض الدول التي عملت به إن لم نقل أن كل دول العالم قد أخذت به قبلنا، أما سبب تناولنا لهذا الموضوع فهو على ضوء مقترح مشروع نظام خدمة العلم بناء على المادة (23) من نظام مجلس الشورى الذي -كما سمعنا- يدرسه الآن، وهذا المقترح النبيل -حسب فهمنا المتواضع- تقدم به المهندس (سالم المري) عضو مجلس الشورى بلجنة الشؤون الأمنية في خطوة لتقديمه إلى المناقشة والتصويت تمهيداً لإقراره في حالة حصوله على أغلبية أصوات الأعضاء.
وبالطبع وحسبما ذكرت بعض صحفنا المحلية سيعد هذا النظام متطوراً ومتواكباً مع العصر لوجود جانب المرونة المنسجمة مع مقامات العامة وليس عسكرية جافة، وذلك بغرض تطوير احتياطي القوى البشرية التي تستطيع خدمة الجيش الوطني في وقت الحاجة سواء أكان بالمباشرة أو بالاحتياط، كما أن هنالك مكافآت مالية مناسبة وتسهيلات لإكمال الدراسات العليا.
***
بقي أن نقول: أليس التدريب وخدمة العلم للشباب أفضل من البطالة والركون إلى مساعدة (حافز)، ثم أليس هذا المقترح يعتبر (حافزاً) يوفّر على (حافز).