الناس استاءت من الشروط المقترحة لصيغة بنود العقد الجديد مع العمالة الإندونيسية، لا أدري لماذا..؟ فجميع البنود جيدة وذات أحقية.. ولا يبقى فيها إلا بند واحد غير مناسب لطبيعة المجتمع السعودي الدينية، ليس من باب إن كار الأحقية بطلبه من الطرف الثاني «الجانب الإندونيسي»، لا بعدم القناعة به من الجانب الأول «الكفيل السعودي».. بل لأنه يشترط ما يتنافى مع القبول الشرعي له بطلب صور فوتغرافية لجميع أفراد العائلة السعودية المستقدمة للعمالة، بمن فيهم النساء، وهو البند الوحيد المرفوض لعدم أهليته لهذا السبب...
لكن بقية البنود موضوعية، وعادلة.. إذ من حق العمالة أن تضمن رواتبها، وتمريضها، والعيش الطيب في المكان الذي تعمل فيه، وساعات راحتها، ومعاملتها المعاملة الإنسانية التي تستحقها، بالسماح لها بالتواصل مع أهلها، وبمعرفة سفارة بلادها بوضعها، وبضمان عدم ظلمها..., وبالتعامل الواجب إنسانياً وشرعياً معها في حالات الموت، أو عدم الرغبة في العمل..
كل هذه الشروط حق مطلق لها، وواجب عليهم أن ينفذها الكفلاء...
ولعل الأسباب وراء هذه الشروط تكمن فيما تعرضت له عشرات من العمالة، بل مئات منهم تم هضم حقوقهم المادية، وتعرضوا لتأخير تسلّم رواتبهم، ومنعهم من التواصل مع، والاطمئنان عن أهلهم...
مع أن هناك أيضاً من يعمل منهم في البيوت السعودية لأكثر من عقد، وعقدين، ولا يرتضون بهذه البيوت بديلاً، لأنهم لم يواجهوا الاضطهاد، والاستحقار، والتعامل غير الإنساني، بل سوعدوا على أن يندمجوا في الأسر، التي يعملون بها، اندماج الفرد في العائلة..
إنكم حين ترفضون الشروط، عليكم أن تسألوا كيف هي حال العمالة داخل غالبية الأسر..؟
وحين يكون الضامن الوحيد هو كل فرد ذاته، فإن شروط العقد لا غبار عليها، وسيوقّع عليها الجميع وهم يرددون «هذا حقهم عندنا»، إذ سيكونون رعاة لهم، والمسؤولين عنهم، ليس أمام بلدانهم، وأهلهم، بل أمام الخالق العظيم...
أريحوا ضمائركم إن كنتم بحاجة لهم، ووقّعوا العقد..راضين مرضيين..
فمثل هذا درس يتعلّم منه الإنسانيون..!