أحيانا يصادفك شخص لم تره منذ عشرين سنة -مثلاً- ثم تندهش أنه لا يزال على حاله من حيث الشكل واللبس والكلام والروتين والوظيفة.. هو لم يتغير أبدا كحال كثيرين مثله يرفضون المجازفة والتغيير للأفضل ويفضلون البقاء على حالهم وهؤلاء هم من يعانون من فوبيا التغيير.. إنهم يعتقدون أن التغيير قد يدمر حياتهم المستقرة..!!
في الجهة الأخرى ترى العكس تماما أناس تغيروا كثيرا وأصبحوا في حال أفضل ولا زالوا يمارسون أدوارهم بكل مهنية حتى إن التغيير أعطاهم صبغة الشباب فلم تغتلهم عوامل التعرية الجغرافية بل يعيشون حياة مختلفة كل يوم في سبيل البحث عن الأفضل في كل شيء..!!
في المؤسسات الحكومية ترى الشيء نفسه.. مؤسسة حكومية جاثمة على حالها وعلى موظفيها منذ ثلاثين عاما لم يتغيروا ولم يتبدلوا بل صامدون بكل قوة حتى النهاية.. ترىكيف يحدث تطوير بتلك المؤسسة؟؟ الجواب: مستحيل أن يحدث أصلاً..!!
أيضا هناك مؤسسات حكومية تراهن على القدرات والتغيير فترى خدماتها تتطور عاما بعد آخر للمراجعين..إنها في سباق مع الزمن للبحث عن الأفضل وليس الأقدم..!!
المؤسسة الرياضية السعودية تقف اليوم على مشارف نهاية جيل إداري عمل بصدق وإخلاص طوال أربعين سنة تقريبا لكنها للأسف الشديد ترفض أن تتخلى عن هذا الجيل.. لماذا؟؟ إنه الخوف من التغيير.. فوبيا تتطايركالشرر إذ إن هناك اعتقادا سائدا بأن الإحلال يعني المجازفة فمقابض كل شيء بيد ذلك الجيل الإداري وليس من السهل الانتزاع مثلما نتصور..!!
هناك دول ذكية عالجت الأمر بحيادية تامة -كي لا يزعل شيبانهم- فقد اختارت الاستعانة بشركات ومؤسسات خاصة لدورة تطوير العمل وأبقت من تريد أن يبقى دون أن يكون له قرار في هذا الشأن..!!
نحب نحب كل من يعمل.. نقدره.. نحترم كل خطوة خطاها في سبيل وطنه.. لكننا بأمس الحاجة لنقول له: آن الأوان لكي ترتاح هناك من ينتظر فرصته.!!
هلال الاستعراض لن يسير.!!
من يقرأ تاريخ الهلال جيدا يعرف أن ما يحصل له الآن عل الصعيد الفني ناتج عن أسباب حقيقية ليس لها علاقة بالحظ أو الظروف وغيرها..!!
برأيي أن الهلال اليوم يعاني من مشكلة انضباطية داخل الملعب برغم إيماني التام بأن سامي الجابر رجل صارم وقدوة في كل شيء..!!
لاعبون صغار يلعبون بعصبية زائدة ويتفننون بتمرير الكرات المقطوعة ويتقنون حرق الأعصاب باللعب الفردي الممل وكأن ساحة اللعب أصبحت للاستعراض وليست لخدمة الفريق..!!
روح الهلال غائبة وهي التي كانت تغطي أي ضعف فني أو عناصري فما بالكم بها تجتمع مع سوء بالإعداد وبطء مكشوف لتأقلم يوسف العربي والكوري يو بيونغ سو..!!
راهن الهلاليون على الروح والشحن الإداري النفسي لكن ذلك أصبح الآن لا يكفي يا سادة.. كل الفرق تطورت آسيوياً عن ذي قبل بدرجات متفاوتة والهلال عجز أن يسبق هذا التطور فأصبح مساوياً للجميع لذلك لا عجب أن يظهر متقهقراً بثلاث تعادلات متتالية وبشق الأنفس..!!
إعداد جيد.. انضباط في عقلية اللاعبين وترفاتهم داخل المباراة.. إعادة صياغة مفهوم اللعب الجماعي.. البحث عن طريقة ناجحة لاستثمار قدرات الأجانب بالشكل الأفضل.. ترك شماعة المدربين المملة.. تلك هي روشتة عودة الهلال الحقيقية.. فيما عدا ذلك سيتعب قلب الصديق الرئيس الرائع الأمير عبد الرحمن بن مساعد والأكيد أن الجميع يعز عليه أن يتعب قلب رجل جميل الروح..جميل حتى في الاختلاف..!
تصويبات:
- لكل المعلقين عبر تويتر أقول: كل الشكر لكم ولحواركم الجميل دائما.. أعترف أنكم أضفتم لي الشيء الكثير ولن أدخر وسعا في تكون نافذتي مفتوحة من أجلكم دائما.
- سعد الحارثي لاعب منته فنياً ولا يمكن أن يعود إلى فورمته إلا مع فريق يوازي واقعه الفني الحالي وقطعاً الهلال ليس هو النادي المناسب لحالة مثل حالة سعد الحارثي الذي يجاهد لإثبات نفسه دون أي نتيجة تذكر..!!
- الأمير وليد بن بدر يصرح مرة برحيله ومرة بعودته.. هكذا بمزاجه وكأنه في ناد بالدرجة الثالثة.. ألهذه الدرجة وصل حال النصر..!!؟
- بقاء مشرف الفريق أو رحيله يجب أن يكون بمعرفة إدارة النادي وبمبررات واضحة ودون تمويه أو استغلال للإعلام والبهرجة.. النصر يحتاج إلى شخص بربع هيبة المرحوم مع كامل التقدير للجميع..!
قبل الطبع:
ليس شرطا أن تكون خبيرا لكي تنصح.. المهم أن تثبت صدقك..!!
msultan444@hotmail.comhttps:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر