شهدت بلادنا في الفترة الماضية والحاضرة نهضة واسعة في جميع المجالات, التعليمية منها والثقافية والاقتصادية والسياسية والإعلامية..وغيرها, وقد شغلت هذه المجالات وغيرها أيضا الهم المعرفي والتعليمي ذهن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حفظهما الله جميعاً. وقد اهتم الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ كان وليا للعهد ورئيسا للحرس الوطني. فأعماله -حفظه الله- واضحة للعيان وتعكس مدى اهتمام الملك عبدالله بهذه المجالات الحيوية بصورة عامة والتعليم خاصة مما أثمر عن حصوله على جائزة (اليونسكو عام 1999م) لتميز بلاده في تعليم الكبار والصغار الرجال والنساء. والتعليم لم يكن المجال الوحيد الذي اهتم به خادم الحرمين الشريفين فقط, بل تمتع- حفظه الله- بإرادة صادقة وعزيمة جامحة للعمل لصالح كل فرد من أفراد شعبه السعودي النبيل, ووضع لمساته الخاصة على كيفية التعاطي مع شئوون البلاد الخارجية والداخلية على حد سواء, وسعى ويسعى جاهدا لترجمة استراتيجيات التنمية إلى آليات وسياسات تنفيذية, وقدم ويقدم دعمه المستمر والمثمر غيرالمحدود لمسيرة التعليم والاقتصاد والإعلام والسياسة في بلاده الغالية التي هي الركائز الأساسية لمسيرة البناء والنماء الشامل والربيع الزاهر المستمر.
وحديثي لا يتعلق بإنجازات الملك عبد الله، وإنما عن (ربيع الإنسان السعودي الزاهر) الذي نعيشه اليوم ونتمناه (دوم).فاليوم كل المملكة من الغرب إلى الشرق ومن الجنوب إلى الشمال, كل منطقة ومحافظة ومدينة وقرية وحي في ربيعها السعودي الزاهر. الربيع ليس من خلال شوارعنا التي تتغطى بحلة وردية ملونة بالزهور والورود, ولا من خلال (المهرجانات التي تحمل مسمى الربيع) على سبيل المثال ما قامت به (أمانة مدينة الرياض) بإلباس الرياض بفستان عرسها مطرز بالورود والزهور والأعشاب والأشجار لتتحول عاصمتنا الحبيبة- وتستقبل حبيبها وزعيمها ووالد أبنائها وبناتها (عبدالله) كما فعلت بقية المناطق والمحافظات والمدن والقرى (فشكرا لأمين مدينتنا الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف - وشكراً لأمناء المناطق الأخرى). الربيع ليس بالمظهر فقط ولكن ربيعنا هو عزنا وفخرنا وأمننا وأماننا الذي نعيشه ونحياه.
هذا الحديث (الربيعي) والمطرز بالورود والزهور يأخذني إلى الطلب الذي قدمته لي حفيدتي (الربيعية) ابنة ولدي الدكتور وسيم (جودي) طالبة المرحلة الابتدائية, قائلة: «جدو مدرستنا تحتفل بربيع الرياض وطلبوا مني أن نقدم مسرحية بعنوان (ربيع الأطفال السعوديين), فأخبرتهن أن جدي سيكتب لي هذه المسرحية». ولأنني لا أستطيع أن أقول لحفيدتي والتي تجيد لهجتين من لهجاتنا السعودية الجميلة (الشرقية من طرف والدها والجنوبية من طرف أمها) لا أستطيع أن أقول لها (لا). فكتبت لها المسرحية وتم عرضها ونالت إعجاب الجميع (الأمهات والمدرسات). وجاءتني (جودي) في اليوم الثاني من عرض المسرحية لتقول لي: «(مرحباً ألف يا جدو)». وعرفت بالفعل أن أطفالنا (هم وهن ربيعنا السعودي القادم). على فكرة في نهاية المسرحية, كتبت (لزمة) يرددها الأطفال هي: «شكراً بابا عبدالله.. شكراً بابا نايف.. أنتما ربيعنا الزاهر!!!
farlimit@farlimit.comالرياض