يومان سعيدان من أيام الأسبوع الماضي قضيتهما في رحاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بمناسبة احتفالها بمرور خمسين عاماً على إنشائها..
تجولت في أرجاء الجامعة مع مجموعة كبيرة من أصدقاء العمر ممن درسوا بالجامعة أو من قاموا بالتدريس فيها منذ أن كانت كلية صغيرة باسم «كلية البترول والمعادن». قابلت زملائي القدامى والحاليين من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، واستعدنا ذكرياتنا الجميلة في هذا الصرح العلمي الكبير. قابلت أستاذنا الكبير الدكتور بكر بن عبدالله بكر الذي ترك بصماته على هذه الجامعة عبر إدارته لها على مدى سنوات طويلة، وقابلت أستاذنا وصديقنا الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل مدير الجامعة السابق الذي أكمل المشوار وأضاف إليه الكثير من لمساته الباقية والمستمرة. قابلت أخي الدكتور خالد السلطان المدير الحالي للجامعة.. هذا الشاب الذي يتفجر حيوية وتنبض كل جوارحه بحب الجامعة والغيرة عليها والعمل من أجلها بتبتل وعشق. قابلت أستاذي وأخي وصديقي الدكتور عبدالرحمن الجعفري الذي كان عميدنا في كلية الإدارة الصناعية وكان يمنحنا الدعم والتشجيع بحنان أبوي لا حدود له. قابلت الصديق الكبير الدكتور صالح باخريبة أمين الجامعة في أزمنة جميلة سابقة.. هذا الرجل الذي كان الكثيرون منا يسمونه «دينمو» الجامعة وهو المهندس المحب للأدب واللغة العربية والثقافة والذي بدأ حياته مصححاً لغوياً في جريدة الندوة، وأستاذنا الكبير عالم الرياضيات وتاريخ الحضارة العلمية العربية والإسلامية الدكتور علي الدفاع. كان هناك الدكتور محمد بن إبراهيم السويل والدكتور عبدالرحمن بن حمد السعيد والدكتور عبدالعزيز المانع والدكتور عبدالله الدباغ والدكتور عبدالعزيز القويز والدكتور جاسم الأنصاري والدكتور إبراهيم عباس نتو والأستاذ حسن الجاسر وغيرهم من الرجال الذين أسهموا في تعزيز بنيان هذا الصرح ثم مضوا إلى مواقع قيادية في الدولة وفي القطاع الخاص ليواصلوا مسيرة المشاركة الوطنية. وكان هناك أصدقاء أعزاء من جيلي والأجيال التي جاءت بعدي.. كان هناك الدكتور إحسان بوحليقة والدكتور محمد السهلاوي والدكتور سعيد الشيخ والأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وقائمة طويلة من رفاق الدرب بمن فيهم الإداريون مثل الأستاذ عبدالله البراك والأستاذ محمود الصوراني وغيرهم.
سأتحدث في مقال أو مقالين قادمين عما صنعته وتصنعه جامعة البترول.. لكنني أستجيب لعاطفتي وأكتب، هنا الآن، بحميمية لاحظها صديقنا العزيز الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير هذه الجريدة الذي حضر الحفل ووقع اتفاقية بين الجامعة و»الجزيرة» لإنشاء كرسي بحث علمي كأول صحيفة سعودية توقع مع الجامعة مثل هذا الكرسي. لقد لاحظ أبو بشار بحسه الإنساني والصحفي مدى الحميمية التي تربط بين أبناء ومنسوبي الجامعة وهمس لي بذلك.. فهم أسرة واحدة يؤمنون بأهمية هذه الجامعة الرائدة وتجمعهم ذكريات طويلة ومشاعر أخوية تمتد منذ اليوم الأول للالتحاق بالجامعة وتستمر معهم أينما يذهبوا.
لن تسعفني الذاكرة ولا الحيز المحدود لهذا المقال لاسترجاع كل الوجوه الجميلة الجذلى التي قابلتها على مدى يومين في الظهران في عرس الجامعة.. وسأكتب لاحقاً إن شاء الله عن بعض ما دار خلال اليومين السعيدين اللذين أمضيتهما في رحاب الجامعة.
alhumaid3@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض