|
الجزيرة - سعود الشيباني
عزا مدير مكافحة المخدرات بغرب الرياض العقيد عبدالله بن محمد القحطاني نجاح المديرية العامة لمكافحة المخدرات في عمليات التصدي لعصابات التهريب والترويج إلى تطبيق المكافحة استراتيجية جديدة. مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تقوم بواجبها المناط بها في مجال مكافحة المخدرات, بعد إعداد استراتيجية لمكافحة المخدرات، تشمل الجانب الأمني والميداني وكذلك الجانب الوقائي والعديد من المحاور المهمة، من أبرزها التدريب والتعاون على المستويين المحلي والدولي، وكذلك إصدار نظام مكافحة المخدرات. وبيَّن العقيد القحطاني أن افتتاح عشرين مكتب اتصال خارجي وكذلك 110 شعب وأقسام ووحدات داخلية، وكذلك عقد الاتفاقيات الدولية والثنائية، ساهم في تذليل العديد من الصعاب التي تواجه المديرية.
وقال العقيد القحطاني إن البيانات السابقة تؤكد أن العمل الميداني ناجح، وساهم في إحباط العديد من عمليات التهريب والحد من انتشار المخدرات، بالتعاون مع مصلحة الجمارك وحرس الحدود.
وطالب العقيد القحطاني بأن تتحمل جميع الجهات المختلفة والمؤسسات الدينية التربوية والإعلامية، وكذلك الأسرة، دورها الوقائي كما تتحمله وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات، ويكون ذلك بعمل استراتيجية لتلك الجهات؛ لأن الجانب الوقائي يجب أن تتضافر فيه الجهود. ولا أغفل تحرك بعض الجهات مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة التي تسعى جاهده لتحسين الجانب العلاجي والتأهيلي، وكذلك اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات؛ حيث ما زال أفراد المجتمع يتطلع منهم إلى بذل المزيد والمزيد في الجانب الوقائي.
وعن كثرة الجنسيات في عمليات القبض قال مدير مكافحة المخدرات بغرب العاصمة الرياض: يختلف كل بيان عن الآخر بالنسبة لعدد السعوديين والوافدين؛ لأن ذلك يعتمد على أطراف القضايا؛ فبعض القضايا ينفذها سعوديون والبعض الآخر يشترك فيها بعض الوافدين مع السعوديين، وهناك قضايا يكون جميع عناصرها وافدين. وحسب البيان الثالث عشر الذي أُعلن على لسان المتحدث الإعلامي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي فإن عدد السعوديين 96 والوافدين 585 من 33 جنسية مختلفة، وهنا أود أن أشير إلى أن أغلب الوافدين - ولله الحمد - لهم جهود طيبة، وشاركوا أفراد المجتمع السعودي في كل ما يعود على المملكة بالخير، ولبعضهم جهود في ضبط العديد من قضايا المخدرات.
وعن ازدياد عمليات التهريب والحلول أكد العقيد القحطاني أنه بالرغم من الجهود المبذولة في المجال الميداني والنجاحات المتتالية فإن هناك زيادة في قضايا التهريب والترويج، ويُظهر ذلك البيانات التي تصدر عن وزارة الداخلية، وهذا يوضح الجهود المبذولة في الميدان (الجانب الأمني)، لكن الجانب الوقائي والعلاجي والتأهيلي لم يصل إلى الطموح لأفراد المجتمع، وهذا تتحمله الجهات كافة بالمجتمع، ولن تستطيع وزارة الداخلية تحمل ذلك وحدها. كما أود أن أضيف بأن مشكلة المخدرات مشكلة عالمية، وتعانيها المملكة مثلها مثل بلدان العالم، إلا أننا بلد يدين بالإسلام، ويوجد به أطهر المساجد المقدسة بيت الله بمكة ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وبما أن المسلمين في بقاع العالم يتجهون إلى الكعبة المشرفة خمس مرات في اليوم فلا نهمل أن هناك أشخاصاً لا يمنعهم وازع ديني أو إنساني من بث السموم الفتاكة إلى هذا الوطن الغالي، وبشتى طرق التهريب التي قد لا تخطر على بال أحد. مشيراً إلى أن تصريحات سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بأن المملكة مستهدفة في دينها وعقيدتها وشبابها يجب أن نضعها نصب أعيننا.
مضيفاً بأن الوضع الأمني في بعض الدول المجاورة ساعد عصابات التهريب على إدخال مهرباتهم، لكن الرجال المخلصين لهم بالمرصاد من رجال الجمارك وحرس الحدود ومكافحة المخدرات، وبإذن الحي القيوم الخير سينتصر على الشر.
وعن دور الجهات الأخرى في الجانب الوقائي قال العقيد القحطاني: يجب إيضاح بعض الأمور المهمة؛ فمشكلة المخدرات يحتاج التعامل معها إلى جوانب عدة، خاصة الجانب الأمني الميداني، والبحث من رصد المعلومات وتتبعها وكشف طرق وأساليب المهربين، والسعي للقبض عليهم (بجرمهم) وتسليمهم الجهات التحقيق، ومن ثم محاكمتهم، وهذا تقوم به وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات. وهناك الجانب الوقائي التوعوي بأضرار المخدرات، ابتداء من الأسرة حتى جميع الجهات بالمجتمع، ويجب أن يُعطى الأمر أهمية؛ حيث إن أغلب القضايا الجنائية ترتبط بالمخدرات. ثم يأتي الجانب العلاجي لمن أدمن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، ثم الجانب التأهيلي؛ ليصبح المدمن مواطناً صالحاً، وينخرط مع جميع أفراد المجتمع بإذن الله، والوقت يسير بسرعة، ويجب أن تلتفت جميع الجهات لهذه المشكلة الخطيرة.
وقال: لا يفوتني أن أشير إلى جهود بعض الجهات في الجانب الوقائي، منها وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم وجامعة نايف ومصلحة الجمارك وقطاعات وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الإسلامية والحرس الوطني ووزارة الدفاع واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ووزارة الصحة.. إلا أن هذه الجهود وقائية، وما زالت دون ما يتطلع إليه المواطن والوافد؛ وذلك لعدم وجود استراتيجية للتوعية الوقائية لتلك الجهات التي ذكرتها.
وعن كثرة انتشار التعاطي والترويج قال العقيد القحطاني: هناك معادلة تقول «إذا هناك ترويج هناك متعاطٍ» والعكس. والمملكة تعاني تعاطي بعض الأفراد الحشيش وحبوب الكبتاجون، ولها أضرارها بلا شك؛ حيث ينتج من تعاطيها اعتلال نفسي وجسمي، والأضرار معروفة للجميع.
وكشف العقيد القحطاني أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تعمل على إنشاء الشبكة العالمية المعلوماتية للمخدرات بأربع لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والأوردية). مشيراً إلى أنه قد أُنجز من هذا العمل ما يقارب 50 % حسب آخر معلومات وصلتني من المديرية.
وعن استهداف المملكة من بين دول العالم قال العقيد القحطاني: من واقع عملنا وما أوضحه سمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في أكثر من مناسبة فإنا المملكة مستهدفة في أمور عدة، من بينها الدين وعقول شبابها واقتصادها المستقر.
مؤكدا أن الوضع الأمني لبعض الدول المجاورة ساهم في إعطاء عصابات تهريب المخدرات والأسلحة الفرصة لإيصال سمومهم سعياً لتحقيق مصالحهم الخبيثة، ومن بينها الربح المادي.