التواضع فضيلة من الفضائل الإسلامية لأنه يصون مكانة الإنسان الاجتماعية، والسنة النبوية الشريفة تحث على فضيلة التواضع وتدعو إليه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من تواضع لله رفعه.
والتواضع في مفهومه العام هو عكس التكبر لأن المتكبرين والعياذ بالله لا يقبلون بالحق ولا يذعنون له، وإذا كان التواضع له مظاهر فعلية تدل عليه فهي تثبت في قيمتها إنه بريء من الكبر؟
أما الكبر فمظاهره تعني مجموعة من الخصال السيئة وفي طليعتها جحد الحق والغطرسة. وسيّد البشرية محمد - صلى الله عليه وسلم - - عندما سألوه عن الكِبر قال صلوات الله وسلامه عليه: هو بَطُر الحق وغَمْطُ الناس .
وقد نبه القرآن الكريم وتوعد المتكبرين بالعذاب فقال جل وعلا: {وَأَمَّا الَّذِينَ استنكَفُواْ وَاستكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا} (173) سورة النساء.
ان التواضع لدى الإنسان الصالح يعطيه تميزاً أخلاقيا داخلياً لأنه يعترف بأنه ليس أميز من سائر البشر وليس أفضل منهم ولن يرى لنفسه مقاماً ولا حالاً ويدرك المتواضع لله أنه يخضع للحق وينقاد له!!
إننا وبكل أسف نعيش في عصر التكبر ولم نجد من المتواضعين إلا من هداهم الله لهذه القيمة الأخلاقية الفاضلة: فنجد أن من امتلك ولو قليلاً من المال يتكبر على أهله وجماعته ونجد أيضاً أن من تبوأ منصباً حكومياً أو في قطاع خاص يعامل الآخرين من أبراج عاجية وقد شمل التكبر أغلب شرائح المجتمع رجالاً ونساء وحتى الأطفال في مدارسهم يتفاخرون بمراكز آبائهم أو أشقائهم ومكانتهم ويتكبرون على بقية زملائهم.
دعونا أيها الأحباب نمارس فضيلة التواضع بالقول والعمل ونقتدي بسيد التواضع ومعلم البشر نبينا محمد الذي أكد بقوله: أنا عبد، آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد. إنها بحق خصال المتواضع في صورته المثالية.. فهل حان الوقت لمحاربة التكبر؟