|
أصدر قيادي حركة فتح الفلسطينية المسجون في سجون إسرائيل مروان البرغوثي بياناً استثنائياً دعا فيه إلى إنهاء المفاوضات والتنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإطلاق انتفاضة شعبية جديدة ضد إسرائيل.
يجب على إسرائيل الاستماع إلى البرغوثي وهو أهم قيادي في حركة فتح في سجون إسرائيل. فالرجل أصدر البيان غير العادي من زنزانته ودعا فيه الفلسطينيين إلى بدء انتفاضة شعبية ومقاطعة إسرائيل وإنهاء التفاوض والتنسيق الأمني معها.
البرغوثي الصادرة ضده خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة من القضاء الإسرائيلي كان أحد أهم قادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع الألفية الثالثة. وقبل انطلاق تلك الانتفاضة حذر البرغوثي من أنها قادمة. في تلك الفترة كان البرغوثي محبا للسلام وزعيما شعبيا لا يؤيد العنف والتقى مع السياسيين الإسرائيليين وقادة الرأي العام واللجان المركزية للأحزاب الصهيونية وحث كل هؤلاء على ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين حتى لا تنفجر تلك الانتفاضة. ولكن كلماته التي قالها قبل أكثر من 12 عاما وجدت آذانا صماء في إسرائيل. واشتعلت الانتفاضة الثانية وكانت انتفاضة دموية لعب فيها البرغوثي دورا رئيسياً.
ومن زنزانته في سجون إسرائيل يمكن للبرغوثي أن يرى جمود مفاوضات السلام وغياب أي تحرك من جانب إسرائيل بل وغياب قضية الاحتلال والسلام مع الفلسطينيين عن أجندة إسرائيل، لذلك فهو يدعو شعبه مرة أخرى إلى الانتفاضة.
الحقيقة أننا نستطيع تفهم موقف الزعيم الفلسطيني. وإذا أرادت إسرائيل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين فعليها إطلاق سراحه الآن. فالبرغوثي هو أكثر قادة حركة فتح شعبية بين الفلسطينيين ويمكنه قيادة شعبه إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
إسرائيل اختارت عدم الإفراج عنه ولا حتى كجزء من صفقة تبادل أسرى مع الفلسطينيين وفي الوقت نفسه فإنها تتجاهل قضية احتلال الأراضي الفلسطينية، على أنه ما دام الناس لا تتحدث عنه فهو غير موجود. ولكن هذا المنهج يمكن أن ينفجر في وجوهنا. فالاحتلال أصبح مريحاً نسبياً خلال السنوات الأخيرة حيث تكاد تكون التفجيرات الانتحارية توقفت والتنسيق الأمني مع الفلسطينيين في الضفة الغربية يمضي بصورة جيدة والموقف الاقتصادي في الضفة تحسن قليلاً. ولكن أي شخص يفكر كما تفكر الحكومة الإسرائيلية في أن هذا الوضع يمكن أن يستمر إلى الأبد فهو يقودنا على دورة جديدة من العنف. البرغوثي نصح شعبه بانتفاضة سلمية. وهذه أيضاً ستكون سيئة بالنسبة لإسرائيل. لذلك وعلى خلاف المرات السابقة يجب علينا الاستماع إلى البرغوثي قبل فوات الأوان. فإذا انفجرت انتفاضة ثالثة لن يكون في مقدور إسرائيل الإدعاء بأنها فوجئت بها لآن البرغوثي حذرنا.
افتتاحية (هاآرتس) العبرية