روبرت فيسك*

لبنان بات يشهد انقساما بين تياراته الدينية والسياسية المختلفة، في ظل الحرب الدموية داخل سوريا، وانتهاك قوات الرئيس السوري بشار الأسد الأجواء اللبنانية برصاص مدافعها الرشاشة.

الفصائل الطائفية في لبنان باتت منقسمة بشدة بشأن كيفية التعامل مع جارهم الأسد، والبطريرك الماروني بشارة الراعي يدعو إلى ضرورة الحوار بين نظام الأسد والشعب السوري، بدلا من الاستمرار في شجب الحكومة في دمشق بشأن عمليات القتل التي تقوم بها.

هناك تباطؤ من السنة في لبنان في دعم بني طائفتهم في سوريا، ولا أحد في لبنان دعا إلى إسقاط الأسد سوى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي يتهم النظام السوري بالوقوف وراء عملية اغتيال والده كمال جنبلاط قبل 35 عاماً.

وليد جنبلاط وضع علم «سوريا الحرة» بألوانه الأخضر والأبيض والأسود على قبر والده في جبال الشوف، في الذكرى السنوية لاغتياله، مما أثار غضب الحكومة السورية.

الزعيم الدرزي هتف بالقول «تحيا سوريا حرة» وأنه لا يمكن لعاقل إلا أن يؤيد التوصل إلى حل سياسي، لأن الخيارات الأخرى هي الحرب الأهلية الطويلة والاستنزاف المستمر على جميع المستويات، بما لا يليق بالشعب السوري الذي يطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية. وأضاف جنبلاط «علمتنا التجربة أن النظام السوري ماهر في لعبة التسويف والمماطلة ولكن الشعب السوري لن يتراجع عن كل تضحياته.

وأن الحل السياسي الانتقالي الذي يؤدي إلى رحيل النظام هو الحل الذي من شأنه أن ينهي الأزمة في البلاد» مشيرا إلى أن «حياة الطغاة قصيرة».

* الاندبندنت البريطانية