هل كان ينتظر أن يأتي الغبار ليكشف عن ضيق الشُّعب الهوائية في الصدور..؟
وهل كان يتوقّع أن يتيح منجزو الشبكة العنكبوتية بإنجازهم العظيم، وبما تتفننوا في ابتكاره من برامجه للتواصل المفتوح، وفي مواقعه للنشر بحرية مطلقة، لتتعرّى خفايا مكونات الأفكار، ومفاهيم الأفراد، وأخلاقهم، وثقافتهم، وتوجهاتهم، وعقائدهم، ومبادئهم،..؟ فلا يرى في أغلبها إلا المظلم..؟
وهل كان يتخيل أن تفعل حركات التطوير في المجتمع بالأفراد لأن يقفزوا على أسوار لا تنقض فيقضونها لفضائل السلوك، وقيم التعامل، وعفاف المظهر، ونقاء المعتقد،..؟ ووحدة العقيدة..,, والذهاب لأبعد فيتقيأوا ما في الداخل من شحناء، وتباغض، وتنافر، واختلافات، وتنابز، وفئوية، وتنافسية سالبة، وركض نحو قشور.. وهشاشة معتقد، وزيف في القيم..؟
هل كل ما يتاح للفرد في المجتمع لا يمكن أن يكون إلا باباً لمعرفته أكثر.. ولتعريته أكثر..!
إذ لا يرى من الأغلب غير الجارح الصادم..؟
كأعداد النسب التي يكشفها الغبار لمرضى الصدور..
أعداد مضاعفة كثيراً كشفت عنها مواقع الإنترنت, لهشاشة المكنون في صدور، ونفوس، وعقول الغالبية الذين كان يتوقّع منهم أن يكونوا رسل وعي، وأدلة خير، وحاملي معرفة نقية، وفاتحي مسارب نور، ومعبرين عن سلامة صدور...
أما وقد سقطت البراقع, وأميطت اللثم...
فإن الأفراد الذين في المخيلة نماذج.. هم الذين لا يعنيهم أن تُرى وجوههم السافرة..
راكضين نحو سراب النشر، والشهرة، بأي منفذ تعبير..
وإن كان ثمن ذلك أن تتضح فيهم مكامن الظلمة، سواء في الخلق، أو الثقافة، أو المعرفة، أو الاتجاه الفكري...
على أن للغبار فوائده.., وللمنجز الحضاري نجاحه، وتمكنه، ولحركات التطوير حصادها الجميل في حضارة حديثة واعية... إلا أن الصورة الواقعية التي يكشف عنها الراهن لا تفرح، بل تجرح..!