لا نملك إلا أن نرفع القبعة تحية لمؤسسة دبي للإعلام عندما أعلنت أن آراء الشيخ الكبيسي تعكس قناعاته الذاتية ولا تعبر عن رأي المؤسسة، وأنها تحترم آل البيت الكرام والصحابة رضوان الله عليهم..!!.
التعقيب جاء رداً على ما قاله الداعية أحمد الكبيسي الجمعة عبر برنامج (وأخر متشابهات) على قناة دبي في حق سيدنا معاوية الصحابي الجليل عليه رضوان الله، وهو أمر غير مقبول في حق أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمصيبة أن يصدر من داعية بحجم الكبيسي الذي وصفه بهذا الوصف وأظهره للمتصل بشكل غير صحيح..!!.
عموماً هناك أنباء عن (إيقاف البرنامج) وإعادة تقييمه، ولكن ما يهمنا هو الطريقة الحضارية والمنظمة التي أوضحت بها مؤسسة دبي للإعلام الأمر وبينت موقفها، وكيفية تعاطيها مع الحدث بسرعة وبشكل مباشر، رغم أنه صادر من شخص له خبرته وحضوره على الساحة الإعلامية الإماراتية، مما قد يبرر التأخر في إيضاح الموقف أو التثاقل والتكاسل فيما لو تم، كما نرى على بعض الشاشات للأسف الشديد..؟!.
إن (روح الشباب) التي يجب أن تبقى عليها كل (شاشة إعلامية) تجلت بوضوح في موقف المؤسسة مع الحدث الذي لا يمكن أن يمرر دون إيضاح، وهو ما نتمناها في جميع وسائل إعلامنا المحلية والخليجية والعربية، فنحن تواقون لرؤية تفاعل أكثر مع كل ما يخص الرسول والصحابة لمنع أي استهزاء أو تقليل من شأنهم عبر أي شاشة ننتظر منها أن تجمع وتدعم، لا أن تفرق وتفسد..!.
لقد قامت شاشة دبي فوراً، ببث (برنامج استثنائي) عن فضل الصحابة والدفاع عنهم، وهو أمر آخر محمود، وتصرف رشيد ومسؤول للدور الإعلامي الحقيقي للمحطة.
الشيخ الكبيسي له حضوره وجماهيريته، نحبه ونقدره كمفكر وداعية إسلامي، لكن الزلة التي وقع فيها لا يمكن قبولها أو تجاوزها بأي حال من الأحوال، وفي تقديري أنها توجب التصحيح والتراجع والاستغفار (الفوري) من الشيخ نفسه وبنفس (الرتم والسرعة) التي جاء بها الإيضاح من مؤسسة دبي للإعلام.
تقبل الآراء والأطروحات، وقراءة التاريخ بعدة رؤى (أمر جيد) طالما أنها لا تمس الحقائق والثوابت، ولا تحوي على تعد على الله ورسوله أو أي من صحبه الكرام، أما أن يقع كائن من كان في وصف أحد الصحابة بأوصاف (غير مقبولة) ومتجنية ويتهجم عليه فهذا أمر مرفوض ولا يجوز السكوت عنه..!.
حتى لو كان قائله داعية منظر ومفكر وصاحب رؤى مثل (الكبيسي) فسنقول له حتماً: إلا صحابة محمد..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net