فاصلة:
(من يعفو عن الشرير يسيء إلى الصالح)
- حكمة يونانية -
أعتقد أن قرار الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض السماح للشباب بدخول الأسواق التجارية والتسوّق مع أسرهم، يُعتبر البداية الصحيحة لاحترام الشباب والخروج من دائرة التشكيك بهم، وهي أزمة حقيقية في التعاطي والتعامل مع أدوات الترفيه في المجتمع والتي تُعتبر من حقوق الشباب.
لا يُوجد مجتمعٌ يشكك في أبنائه ثم يرجو منهم خيراً، يضعهم في إطار الاتهام ثم يصنع فيهم العدالة.
والشباب جزء مهم من طاقة المجتمع.. قبل أن نطلب منهم الالتزامات بواجباتهم علينا أن نمنحهم حقوقهم وأن تصلهم الرسائل قوية بأننا نثق فيهم.
منْع الشباب من الدخول إلى المجمعات التجارية لم يكن ليقلل مثلاً من عدد تحرُّشات الشباب بالنساء، فقد كان بعض الشباب يخترع عشرات الحيل ليدخل المجمع التجاري وربما فقط ليحقق الصورة التي رسمها قرار منعه من التواجد في هذه الأماكن.
لن أتحدث عن الضوابط الأمنية التي من المهم أن تحمي كل من في هذه الأماكن العامة، فهذه مسئولية أمنية لا يعجز عنها مجتمعنا.
النساء لسن هن فقط الضحايا في الأماكن العامة، لكن تكثيف صورة ضعف المرأة وتصوير العلاقة بين الرجل والمرأة بالمجرم والضحية مع أن الرجال ليسوا جميعاً ذئاباً وليست النساء نعاجاً فهي التي ما زالت تتحكَّم في ممارستنا للسلوكيات في حياتنا العامة.
هذا المفهوم يحصر تفكير المجتمع في تجسيد أبعاد ضيقة للعلاقة ينتج عنها تعزيز سياسة القمع والكبت.
في كل المجتمعات الإنسانية تُوجد الفضيلة والرذيلة، ولأجل ذلك وجدت المؤسسات العقابية، إنما من الظلم لأنفسنا أن نركّز في البيئة التي تُوجد الخطأ بدلاً من التركيز في بيئة آمنة للجميع.
nahedsb@hotmail.com