بعيداً عن كل التحليلات والتعليلات السياسية المنطقية واللامنطقية، فأنا (الوحيد) الذي أعرف لماذا بالضبط تقف روسيا مع بشار الأسد، ودع عنك أيها القارئ الكريم كل ما يجيء في نشرات الأخبار من حرتقات وكل ما تتخذه روسيا من حماقات متشددة تجاه ذلك النظام، وهذا ما يجعله - أي النظام - يشطح وينطح ولا يصغي لأي نداء لوقف المذبحة. أما سر مباركة روسيا لكل أصناف الذبح والقتل والسحل والاعتقال والتهجير والتفجير التي يمارسها (النعامة) إياه أو البطة كما (تدلّعه) حرمه المصون، فهو أي السر في هذه المباركة (اللامباركة) يكمن في أن الأسد سوف يُسلم أرض سوريا خلواء من العمران والبشر إلا هو بالذات - أما بالنسبة لإعادة العمران فستقوم به الشركات الروسية على حساب (أرصدة نظام البعث المنتفخة في بنوك العالم) أما مشكلة (من أين يجيب الرئيس ناس؟!) بدلاً من شعبه السابق - لا سمح الله- فهذا أمر في غاية السهولة واليسر؛ إذ ستقوم روسيا ما غيرها بـ(تزويد) بشار بشعب جديد يستوطنها بدلا من سكانها الأصليين ولا ضير عند النظام المبجل إياه أن يكون ذلك الشعب من بقايا (كلوخوزات) الاتحاد السوفيتي البائد وبعض (الشغيلة الكادحة) المحكومة بالأشغال الشاقة في ربوع سيبيريا الباردة. آنذاك، آنذاك يا سيدي القارئ الكريم ستصبح سوريا (سورسيا) وهذه المفردة المركبة يعني (شعب روسي على أرض سورية) ثم بعد ذلك لن تتذكرها - بعد جيلنا - الأجيال إلا إذا شاء الله العلي القدير أن يرد كيدهم في نحورهم ويحررها من أنياب الأسد وبراثن (الدب).
***
يبقى القول أخيراً.. ألا ترون أن هذا الحل الفنطازي الذي يقبع بين أذني الأسد يذكرنا كعرب بـ(حل القذافي) للمشكلة الفلسطينية - الإسرائيلية حينما اقترح أن تكون تلك الدولة (إسراطين) فما الفرق بين الحلين والرجلين؟!