|
الدمام - سلمان الشثري
تنطلق اليوم الثلاثاء احتفالية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمرور خمسين عاماً على إنشائها، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله-، فيما يفتتح الاحتفالية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كما يحضر المناسبة وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري.
وأكد الدكتور خالد بن صالح السلطان مدير الجامعة أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- المناسبة، هي محل الاعتزاز البالغ من كل منسوبي الجامعة، حيث تمثل هذه الرعاية إعلاء لقيمة العلم وتتويجاً لجهود مؤسسة تعليمية نهضت بدور مهم في خدمة الوطن، وأهدت، مواقع العطاء في وطننا الكريم، نخبة من أبنائها القادرين على مسايرة التطور وبناء مجتمع المعرفة.
وتأتي هذه الاحتفالية بعد مرور خمسين عما منذ تأسيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في 23 سبتمبر 1963م بمرسوم ملكي باسم «كلية البترول والمعادن»، وفي 5 محرم 1395هـ صدر مرسوم ملكي بتعديل اسمها إلى «جامعة البترول والمعادن» بعد أن نمت مجالاتها واتسعت برامجها، واحتفاء بزيارة كريمة للجامعة قام بها الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - في 23 ربيع الآخر 1406هـ تم تعديل مسماها إلى «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن».
وتضم الجامعة بين جنباتها سبع كليات هي: كلية العلوم الهندسية، وكلية الهندسة التطبيقية، وكلية العلوم، وكلية الإدارة الصناعية، وكلية تصاميم البيئة، وكلية علوم وهندسة الحاسب الآلي، وكلية الدراسات المساندة والتطبيقية، وتتنوع الدرجات التي تمنحها هذه الأقسام بين البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. كما تتبع الجامعة كليتا المجتمع بالدمام وحفر الباطن التي تمنح درجات المشاركة والدبلوم في تخصصات تطبيقية تناسب احتياجات التنمية وسوق العمل.
وتساند العملية التعليمية والإدارية والبحوث العلمية في الجامعة عدة عمادات ذات مهمات أساسية هي عمادة القبول والتسجيل وعمادة شؤون الطلاب وعمادة التطوير الأكاديمي وعمادة شؤون الأساتذة والموظفين وعمادة الدراسات العليا وعمادة البحث العلمي وعمادة شؤون المكتبات وعمادة الخدمات التعليمية.
وقد شهدت الجامعة منذ إنشائها تطوراً كبيراً على عدة مستويات أبرزها أعداد الطلاب والخريجين وأعضاء هيئة التدريس وفي مجالات تطوير العملية التعليمية والبحث العلمي وخدمة المجتمع، فقد ضمت الدفعة الأولى التي التحقت بالجامعة 67 طالباً، فيما بلغ عدد طلابها هذا العام 9500 طالب، وتخرجت أول دفعة من الجامعة في العام الدراسي 1390-1391 وكانت تتكون من 4 خريجين، فيما بلغ عدد الخريجين في العام 1432هـ 1090 خريجاً وبلغ مجموع الخريجين إلى الآن 26922.
وقد نجحت الجامعة في الربط بين المناهج التعليمية واحتياجات سوق العمل وأدخلت أساليب تعليم مبتكرة ومتطورة واستخدمت التقنيات الحديثة لتيسير عمليتي التعليم والتعلم وأكسبت الطلاب مجموعة كبيرة من المهارات الشخصية التي تساند تأهيلهم الأكاديمي المتميز وطوّرت قدرات أعضاء هيئة التدريس ليستطيعوا أداء أعمالهم بمهنية عالية.
فعلى الصعيد الأكاديمي أنشأت عمادة التطوير الأكاديمي التي تعني بتطوير العملية التعليمية وتقديم الدعم اللازم لأعضاء هيئة التدريس وتزويدهم بالاستشارات اللازمة لتطوير مهاراتهم التعليمية وتحقيق أعلى معايير الجودة في البرامج التعليمية.
وسعت الجامعة للحصول على الاعتماد الأكاديمي لتعزيز جودة البرامج والتحديث والمراجعة الدورية لها لتخريج كوادر متوافقة مع احتياجات سوق العمل ومتطلبات التنمية. وحصلت الجامعة على الاعتماد لبرامجها الهندسية وعددها 18 برنامجاً من هيئة الاعتماد للبرامج الهندسية (ABTE)، إضافة إلى الحصول على اعتماد برامج كليات إدارة الأعمال (AACSB) وإنهاء متطلبات الاعتماد من الهيئة الوطنية للاعتماد والتقويم.
وتحرص الجامعة على قبول الطلاب المتميزين في الثانوية العامة من خلال اعتمادها معايير دقيقة جداً مكنتها من استقطاب 45% من أفضل طلاب الثانوية العامة في المملكة بينما توزعت النسبة الأخرى على جميع جامعات وكليات المملكة وبرامج الابتعاث الداخلي والخارجي.
وتحرص الجامعة على تطوير برنامج السنة التحضيرية, الذي تبنته فيما بعد جامعات ومؤسسات جامعية أخرى, ويهدف إلى تهيئة الطالب للدراسة الجامعية الجادة والتعرف على متطلباتها, وتطوير مستوى الطالب في اللغة الإنجليزية ومهارات التواصل ودراسة الأساليب الرياضية والتحليلية وأساسيات العلوم والحاسب الآلي وتعلم مهارات جديدة.
كما تطور الجامعة برنامج المهارات الشخصية الذي يعنى بتزويد طلاب الجامعة بالجدارات المطلوبة في سوق العمل, وتحفيزهم لتطوير مهاراتهم الشخصية، وذلك بهدف مساعدتهم على التميز, ويستند إلى نتائج الدراسات العلمية والميدانية التي تثبت أن نجاح الفرد وفاعليته في العمل والحياة الاجتماعية لا يتوقف على ما يحصل عليه من معلومات ومعارف أو ما يتمتع به من نسبة ذكاء عقلي أو تفوق أكاديمي فقط, بل أيضاً ما يتمتع به من جدارات ذاتية وعقلية وتفاعلية.
ومنذ بداياتها الأولى، تعاملت الجامعة مع البحث العلمي على أنه عامل رئيس في إنتاج المعرفة وتطويرها ووظيفة أساسية تثري مكانة الجامعة وتعزز تميزها فضلاً عن دور البحث العلمي في الارتقاء بأداء عضو هيئة التدريس وتزويده بالمهارات والمعارف. وحرصت الجامعة على استقطاب أفضل الكفاءات العلمية من أعضاء هيئة التدريس وتأهيل السعوديين في أفضل الجامعات على مستوى العالم وحثت أعضاء هيئة التدريس على الدخول إلى مجالات بحثية تنتج عنها زيادة في تسجيل براءات الاختراع، كما نالت الجامعة ثقة عدد من الجهات الحكومية للاستفادة من خبرة الجامعة المتميزة في التخطيط الاستراتيجي، فقد نفذت الجامعة مشروع الخطة المستقبلية للتعليم الجامعي في المملكة «مشروع آفاق»، وأعدت خطة استراتيجية لتطوير القضاء مع وزارة العدل وأخرى مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويعد معهد البحوث بالجامعة بيت الخبرة المتميزة للبحوث التعاقدية والاستشارات العلمية التي يجري تنفيذها بموجب عقود لصالح الجهات المستفيدة, حيث يقوم الباحثون المتفرغون بمعهد البحوث بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس في الأقسام الأكاديمية من ذوي الخبرة في مجال البحث العلمي بتكوين فرق تنفيذ مشاريع البحوث التعاقدية من خلال مراكز التميز والوحدات البحثية والمعامل المتخصصة التابعة لها.
كما تقوم عمادة البحث العلمي بتخطيط ودعم وإدارة وتشجيع الأنشطة البحثية في الجامعة من خلال الدعم الداخلي والخارجي لأعضاء هيئة التدريس والباحثين في الأقسام الأكاديمية. ومن هذه الأنشطة مشاريع الأبحاث والزيارات العلمية وحضور المؤتمرات والتفرغ العلمي وجوائز التميز في البحث العلمي.
وسعت الجامعة إلى تعزيز قدراتها البحثية لتحقيق ريادة محلية وعالمية في البحوث التي تهم الاحتياجات الوطنية وتلبي متطلبات قطاع الصناعة في المملكة من خلال التركيز على مجالات محددة لتحقيق التميز فيها، حيث تم خلال السنوات الماضية تأسيس خمسة مراكز تميز بحثي، وهي مركز تقنية النانو الذي تم إنشاؤه بموافقة كريمة ودعم سخي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- وقد أنشئ هذا المركز لخدمة الاحتياجات الملحة في مجالات الطاقة والبيئة والمجالات الأخرى. ومركز التميز في تكرير البترول والبتروكيماويات ومركز التميز في الطاقة المتجددة ومركز التميز في بحوث التآكل ومركز التميز في المصرفية والتمويل الإسلامي.
وعلى صعيد براءات الاختراع قفز عدد براءات الاختراع من 5 براءات في العام 2002 إلى أكثر من 80 براءة اختراع تم الإعلان عنها إضافة إلى أكثر من 200 براءة اختراع أخرى في طور التسجيل كما يحقق أساتذة الجامعة العديد من الجوائز العلمية العالمية والمحلية.
وعلى صعيد خدمة المجتمع، كانت الجامعة - ولا تزال - شديدة الحرص على تطوير علاقات متميزة مع قطاعات المجتمع، وفي هذا الإطار تنظم الجامعة سنوياً عدداً كبيراً من الدورات الدراسية ضمن برنامج التعليم المستمر ويستفيد منها منسوبو القطاعين الحكومي والأهلي، ونجحت الجامعة في مد جسور الشراكة مع قطاعات المجتمع واستخدمت التراكمات المعرفية, التي أصلتها على مدار مسيرتها الطويلة وجهود فرقها البحثية, في تلبية طلبات قطاعات المجتمع ومواكبة احتياجاتها البحثية.
وأنشأت الجامعة وحدة العمل التطوعي التي تستهدف نشر ثقافة العمل التطوعي بين طلاب الجامعة، وتنمية روح البذل والعطاء لديهم، وإكسابهم مهارة من المهارات الأساسية التي توفر لهم فرصاً أكبر للنجاح المهني، وتسعى وحدة العمل التطوعي إلى أن تصبح الفرص التطوعية متاحة لجميع طلاب الجامعة بحيث يكون الطالب متفاعلاً مع مجتمعه ومشاركاً في خدمته.
كما يُعنى مركز التوجيه والإرشاد بتقديم النصح والمشورة والمساعدة في الأمور الأكاديمية والاجتماعية والتربوية المتخصصة لجميع طلاب الجامعة وذلك بإعانتهم على الاستفادة القصوى من قدراتهم الذاتية وتطوير مهاراتهم، وتحفيزهم نحو التميز.
وتنظم الجامعة برنامج رعاية الموهوبين الذي يهدف إلى رعاية الموهوبين وصقل موهبتهم وتوجيهها فيما يعود بالنفع على المجتمع.
كما تنظم الجامعة يوم المهنة واليوم المفتوح للتوظيف، وتهدف المناسبتان إلى تعريف طلاب الجامعة, والمرشحين للتخرج على نحو خاص, بالفرص الوظيفية والتدريبية المتوافرة لدى الجهات المشاركة في فعاليات المناسبة, وتعميق أفكارهم الخاصة بطبيعة سوق العمل واحتياجاتها من التخصصات الأكاديمية المختلفة.
وأسست الجامعة مركز الخريجين الذي يعنى بالتواصل مع خريجي الجامعة وإطلاعهم على نشاطاتها المختلفة والاستفادة من خبراتهم الوظيفية وتزويدهم بما يستجد في المجالات البحثية والتقنية والثقافية، كما يمثل هذا المركز قناة اتصالية مهمة للتعرف على واقع الخريجين ومواكبة احتياجاتهم وإتاحة المجال أمامهم للتواصل مع الجامعة التي تخرجوا فيها.
وضمن دورها في خدمة المجتمع تنظم الجامعة سنوياً أولمبياد الرياضيات الذي يمثل وسيلة من وسائل اكتشاف أصحاب المواهب في هذا الحقل الحيوي ويهدف إلى تعزيز موهبة الرياضيات والقدرة على حل المسائل الرياضية, واكتشاف وتشجيع وتحفيز الأشخاص الموهوبين, وإطلاق متعة الاهتمام والاكتشاف في الرياضيات, تقديم خبرات تختلف عما يقدم في المدارس الثانوية في ما يتعلق بحل المسائل الرياضية.
وعلى صعيد المبادرات التطويرية أطلقت الجامعة العديد من المبادرات أهمها تطوير الخطة الاستراتيجية للجامعة التي تصدر عن اقتناع عميق بدور التخطيط الاستراتيجي في تحديد الرؤى والأهداف واستشراف المستقبل, وتستمد الخطة عناصرها من رصيد خبراتها والتجارب العالمية المثلى وتصاغ من قبل منسوبيها الذين تقع عليهم مسؤولية تطبيقها والالتزام بها لتأتي نتائجها إثراءً لرصيد الجامعة في خدمة مجتمعها.
ومن المبادرات المهمة التي أطلقتها الجامعة المجلس الاستشاري الدولي، الذي نجح - بما يضمه من شخصيات محلية ودولية بارزة في المجالين الأكاديمي والصناعي - في تقديم المشورة التخصصية التي ساعدت الجامعة على تعزيز انفتاحها على نظيراتها من الجامعات العالمية وتطوير علاقات شراكة فاعلة معها.
كما أسست الجامعة صندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية (وقف الجامعة) الذي يهدف إلى تنويع موارد الجامعة المالية على النحو الذي يعزز برامجها البحثية والعلمية ويوفر ضماناً وترسيخاً للبرامج التعليمية والأنشطة البحثية القائمة حالياً والمخطط لها مستقبلاً.
وبادرت الجامعة بتأسيس وادي الظهران للتقنية، ليكون المركز الأكثر رقياً وتطوراً في منطقة الشرق الأوسط للأبحاث الصناعية و التطوير التقني، وقد نجح الوادي في توسيع دائرة الشراكة بين الجامعة والقطاع الصناعي.
كما أنشأت الجامعة مكتب التعاون الدولي ليؤكد البُعد العالمي للجامعة ببناء شبكة تواصل قوية مع الجامعات والمراكز والمؤسسات البحثية والتعليمية العالمية، وتفعيل الشراكات معها.
وتحتضن الجامعة عدداً من كراسي الأستاذية التي تهدف إلى إشراك القطاع الخاص في دعم البحث العلمي داخل الجامعة وتنطلق من إيمان عميق بقدرة هذا القطاع على الدعم والمؤازرة وأداء أدوار جديدة تخدم مسيرة التنمية.
وواصلت الجامعة تبني أحدث الأنظمة والتوجهات العالمية للوصول إلى جامعة إلكترونية وتعاملات إلكترونية متكاملة في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات، المكتبة المركزية، التعلم الإلكتروني، الفصول الذكية، مبادرة الدخول المفتوح، نظام تخطيط الموارد (مشروع رائد), النظام الجديد لشؤون الطلاب والتسجيل.
واستحدثت الجامعة برنامجاً طموحاً لتطوير القوى البشرية أطلق عليه اسم «ارتقاء» يهدف إلى الارتقاء بجميع العناصر المؤدية للتميز الوظيفي، ومنها التدريب والتطوير الوظيفي والمهني لتحسين الأداء الوظيفي ورفع الكفاءة الإنتاجية.