|
الجزيرة - الرياض
أكدت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) التزامها تجاه التنمية المستدامة كأولوية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والتنموي في آسيا.
جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر السنوي لعام 2012م لمنتدى بواو الآسيوي المنعقد تحت عنوان (آسيا في عالم متغير: التحرك نحو تنمية صحيحة ومستدامة) حيث شارك وفد من قادة (سابك) في اجتماعات يتقدمهم صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة (سابك)، والمهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي، ونائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية والتخطيط المهندس عبد الله سعيد بازيد، ونائب الرئيس لمنطقة شمال آسيا لي لاي.
وفي كلمة له على هامش المؤتمر علق الأمير سعود قائلاً: (تؤمن (سابك) بأن التنمية المستدامة ستضمن الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للحكومات والشعوب، ومن ثم فإنها تخلق بيئة مواتية لازدهار الأعمال التجارية وتشكل شراكة ثلاثية وثيقة بين الحكومة والشركات والمواطنين لجعل هذا الأمر حقيقة واقعة. ونحن في (سابك) سنظل ملتزمين بتقديم نتائج ذات آثار اجتماعية واقتصادية فاعلة من خلال منتجاتنا من البتروكيماويات المستدامة والمبتكرة، فضلاً عن الحفاظ على العلاقات طويلة الأمد مع الأطراف المعنية في آسيا وجميع أنحاء العالم.
وقال: إن قدرة الحكومة والشركات على تأمين طاقة مستدامة ومستقرة في المستقبل هي أمر حيوي بالنسبة للتنمية المستدامة، ولا سيما في آسيا حيث أدى النمو الاقتصادي وارتفاع مستوى جودة الحياة في الكثير من المدن إلى تشكيل نوع من الضغط على استهلاك وإمدادات الطاقة.
في كلمة له أثناء اجتماع المائدة المستديرة بالمؤتمر تحت عنوان (الطاقة والموارد: حوار العرض والطلب) قال المهندس محمد الماضي: (إن الرؤيا المستقبلية للطاقة المستدامة وتحقيق الأهداف الخاصة بخفض الانبعاثات على المدى الطويل، والحفاظ على طموحاتنا الصناعية وتحسين جودة الحياة، تتطلب استثماراً كبيراً ومبادرات تقنية على أعلى مستوى).
وسلط الماضي الضوء على عدد من الموضوعات المهمة لفهم قضايا موارد الطاقة التي تواجه المجتمعات والشركات التجارية - بما فيها (سابك) منوهاً إلى أن (سابك) تهتم بشكل كبير بضمان استقرار موارد الطاقة لدعم توسعاتها التصنيعية حول العالم خاصة في آسيا.
وقال: (إن الابتكار محرك رئيس لتأمين الطاقة المستدامة في المستقبل، (سابك) وعلى يقين من أن آسيا ستصبح عامل حفز جوهري في تطوير الطاقة المستدامة على المدى البعيد.
وأضاف: (لقد شهدنا تعاوناً ملحوظاً مع شركائنا في مختلف أنحاء آسيا فيما يخص جهودنا المبذولة لإيجاد طاقة مستدامة وتحقيق التميز في التصنيع، إن مبادراتنا المشتركة في مجال التقنية والابتكار توفر فوائد مستدامة لمجتمعنا ككل).
يذكر أن (سابك) شريكاً نشطاً في منتدى بواو الآسيوي، كون الماضي أحد أعضاء مجلس إدارة المنتدى، في وقت رعت (سابك) المؤتمر لأربع أعوام متتالية منذ عام 2009م، ويشار إلى أن الدافع لتأسيس هذا المنتدى هو الالتزام بتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي وتقريب الدول الآسيوية من أهدافها.
من ناحية أخرى وفي إطار تنفيذ خططها الإستراتيجية لدعم الطلب المحلي المتزايد في الصين على المواد البتروكيماوية، أكدت (سابك) التزامها تعزيز نموها في هذا البلد المهم من خلال المضي قدماً في توسيع عملياتها في تيانجين وتشونغتشينغ، وبناء مركز بحثي متخصص في شنغهاي، فضلاً عن إعلانها مؤخراً عن توقيع اتفاقية تعاون بحثي مع معهد داليان للفيزياء الكيميائية.
وفي هذا الصدد بدأ وفد من قيادات (سابك) زيارة رفيعة المستوى للصين، يتقدمه صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود،، والمهندس محمد بن حمد الماضي، وعدد من المسؤولين التنفيذيين بالشركة. وسوف يعقد الوفد مباحثات رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الحكوميين في بواو وبكين وتشونغتيشينغ، وشنغهاي وتيانجين.
وحول أهمية السوق الصينية بالنسبة لـ(سابك) أشار سمو الأمير سعود إلى أن نجاح الصين يعني نجاح (سابك)، وقال: «نحن ملتزمون دعم الخطة الخمسية الثانية عشرة للحكومة الصينية التي تهدف لتنشيط النمو الاقتصادي والصناعي والاجتماعي. وذلك لتحقيق الفائدة لجميع الأطراف بما فيها الحكومة الصينية والزبائن والشركاء والموظفين».
من جانبه أكد المهندس الماضي هذا التوجه قائلاً: «تمثل الصين اليوم السوق الأسرع نمواً بالنسبة لـ(سابك) على مستوى العالم، فمنذ 1980م سجلت هذه المنطقة زيادة مضاعفة في حجم النمو. إننا نواصل تعزيز وجودنا وإيصال خدماتنا إلى الزبائن في هذه السوق من خلال خططنا الإستراتيجية التي تركز على إقامة مرافق تصنيعية عالمية في تلك المنطقة لتلبية متطلبات زبائننا على النحو المطلوب. فمن خلال منشآتنا التصنيعية الموسعة وإمكاناتنا البحثية المتوفرة عبر المدن الرئيسة في الصين ستتمكن (سابك) من تقديم نطاق واسع من مواد الاستدامة التي تساعد الصناعات الصينية على تصميم منتجات يكون لها تأثير كبير على الأسواق في الصين والعالم.
وتورد (سابك) منتجاتها من المواد البتروكيماوية إلى زبائنها في قطاعات صناعية مختلفة مثل السيارات والإلكترونيات والطاقة والبنى التحتية والرعاية الصحية والنقل.
وتعد علاقات الشراكة طويلة الأجل مع الشركة الصينية للبترول والكيماويات (ساينوبيك) إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي تعتمد عليها (سابك) لتوسيع إمكاناتها التصنيعية في هذه المنطقة. وسوف تقوم (سابك) و(ساينوبيك) وكبار المسؤولين في حكومة تيانجين في الثالث من أبريل 2012م بوضع حجر الأساس لإقامة مجمع صناعي لإنتاج البولي كاربونيت في مقاطعة تيانجين.
ويقع المجمع الجديد داخل موقع شركة (ساينوبيك سابك تيانجين للبتروكيماويات المحدودة) (SSTPC)، وعند تشغيله بكامل طاقته الإنتاجية في 2015م سيتمكن المجمع من إنتاج أكثر من (260) ألف طن متري سنوياً من البولي كاربوينت. وقد تم الإعلان عن هذا المشروع في مايو 2011م وتم اعتماده من قبل الهيئة الوطنية للإصلاح والتطوير الصينية (NDRC) في يناير 2012م. وقد وقع الطرفان بروتكول تعاون مشترك في السادس عشر من يناير 2012م بحضور قادة البلدين، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو.
كما أن لـ(سابك) استثمار رئيس آخري في الصين وهو منشأة تصنيع مركبات البلاستيك الحرارية الهندسية في مجمع زيونغ الصناعي للإلكترونيات المصغرة في تشونغتشينغ، التي تم الإعلان عنها في أكتوبر 2011م، ومن المقرر أن يبدأ تشغيلها في 2013م. ستنتج هذه المنشأة منتج بولي كاربونيت (سابك) العالمي، ومركبات البولي كاربونيت، وبلاستيكيات هندسة أخرى عالية الجودة لتلبية متطلبات الزبائن في المنطقة الجنوبية الغربية. علاوة على ذلك، ستحوي المنشأة خطوط إنتاج المركبات المختلفة وإمكانات لتطوير الألوان ومعدات متقدمة تمكن (سابك) من العمل مع زبائنها وشركائها لابتكار تطبيقات جديدة للبلاستيك الهندسية.
وتبدأ (سابك) وضع حجر الأساس في 6 أبريل 2012م لإنشاء مركزها التقني بالصين والذي يقع مقره الرئيس في شنغهاي باستثمار تبلغ قيمته 100 مليون دولار ليوائم توسعات الشركة الكبيرة في الصين.
سيضم المركز عند اكتماله في 2013م منشآت للبحث والتطوير تضم حوالي 400 موظف من بينهم أكثر من 200 عالم ومهندس إضافة إلى الطاقم الإداري والتجاري، وسيركز عمل المركز بشكل خاص على تطوير مواد البلاستيك الهندسية التي يمكن استخدامها في نطاق واسع من القطاعات التصنيعية المهمة مثل قطاع السيارات والإلكترونيات وتقنية المعلومات والطاقة البديلة والبناء والإنشاءات والبنى التحتية.
يأتي هذا المركز إضافة لمجموعة المرافق المتخصصة التي تمتلكها (سابك) حول العالم وتضم 17 مركزاً للتقنية والابتكار في المملكة وأمريكا وهولندا وإسبانيا واليابان والهند وكوريا الجنوبية، وسيعزز مركز التقنية الجديد بالصين قدرة (سابك) على الوفاء بالتزاماتها بدعم طموحات الصناعات المختلفة لتقديم منتجات جديدة تسهم في تغيير نمط الحياة وتوجهات السوق على المستويين المحلي والعالمي .
وانسجاماً مع خططها الرامية إلى تعزيز قدراتها البحثية المعتمدة على الفرص المتاحة ومتطلبات الزبائن والشركاء، وقعت (سابك) مؤخراً اتفاقية تعاون بحثي مدتها عشر سنوات مع مركز داليان للفيزياء الكيميائية، الذي يعد أحد أهم المؤسسات البحثية التعليمية في مجال الكيمياء والهندسة الكيميائية في الصين. وسوف يتعاون الطرفان في تنفيذ مشاريع بحثية عالية المستوى لهدف تطوير إجراءات مبتكرة جديدة لتوفير المواد الكيميائية الضرورية لصناعات المواد المبتكرة المستدامة، وتوفير تطبيقات صناعية جديدة ذات قيمة.
يُذكر أن (سابك) لديها علاقة شراكة قائمة في مجال البحث العلمي مع جامعة فودان في شنغهاي.