عندما يأتي الإنصاف من خارج الحدود يكون له طعم آخر ووقعاً أفضل من لو كان من داخل البيت.
سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام السابق لرعاية الشباب ورئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم، رئيس اللجان الأولمبية العربية، رئيس الاتحاد الرياضي للدول الإسلامية. رجل تعددت مهامه الشبابية والرياضية محلياً وإقليمياً ودولياً. ترك كل هذا الإرث من المناصب القيادية التي اضطلع بها وترك بصمات على المسيرة الشبابية والرياضية سعودياً وعربياً وإسلامياً، لا ينكرها إلا جاحد لا يرى بعيون صادقة.
الفترة التي قضاها في إدارة تلك المهام أضافت الشيء الكثير وخاصة بالنسبة للرياضة السعودية والحركة الشبابية بصفة عامة.
سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الذي كان ضيف الحلقة الخاصة التي عرضتها المحطة الفضائية المصرية «دريم» وقضينا معها سهرة ممتعة جاءت منصفة لهذه القامة الرياضية الشبابية، وذكرتنا بـ»وجه السعد» الذي يتذكر الشباب السعودي خاصة والسعوديون عامة إنجازاته التي أضافت الكثير للمسيرة الشبابية في الوطن والتي من أهمها إكمال بناء البنية الأساسية للمنشآت الرياضية، ففي عهده أنشئت واكتملت العديد من المنشآت الشبابية وخاصة مقار الأندية والمدن الرياضية في المدن التي كانت شبه منسية.
صدق من أطلق عليه «وجه السعد» فقد كان طلق المحيا مبتسماً دائماً، عرفناه وعرفه الشباب السعودي يوم أشرف على المنتخب الوطني لكرة القدم عام 1994م الذي حقق الكثير من الانتصارات تحت إشرافه، فكان أن تعلق الشباب السعودي بإطلالة هذا الشاب الباسم الذي أشبع نهم السعوديين للانتصارات، فكان حضوره وإطلالته بشرى كما كان بشرى الفوز والانتصارات المتوالية بعد أن ضخ كميائية شخصية وحضورية انعكست على اللاعبين تفانياً وتضحية مترجمين وقوف وجه السعد معهم الذي كان فعلاً وجه السعد للرياضـــــــة السعودية.
الذي لا يعرفه البعض أن لسلطان بن فهـــــد بن عبدالعزيز جـوانب أخرى تختزنهـــا شخصيتــــــه، فبالإضافة إلى اهتماماته الرياضية والشبابية، فللأمير اهتمامات إنسانية وخيرية وعلمية، إذ كان ولا يزال داعماً للكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية، إذ ساند ودعم إنشاء العديد من المؤسسات الخيرية وساهم في إقامة الكثير من المساجد والجوامع في أنحاء عديدة من المملكة، كما أنه داعم أساسي للعديد من البرامج البحثية العلمية المهمة والمفيدة جداً لإنسان هذا الوطن، بل وللإنسانية جمعاء، وإلى جانب اهتمامه بتفعيل برنامج علمي لتصنيع مبيديات عضوية آمنة لا تشكل أي خطورة على الإنسان ولا على البيئة، يدعم الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز فرقاً علمية بحثية لإنتاج أدوية آمنة لعلاج الأمراض المستعصية ومواجهة حالات الإدمان، حيث يمول ويدعم فريقاً علمياً من علماء عرب متخصصين يجرون أبحاثاً في ألمانيا لتحضير مستحضر لعلاج إدمان المخدرات ويمول ويدعم فريقاً علمياً آخر لعلاج الكبد من خلال معالجة فيروسات الكبد.
وجه السعد وإن ابتعد عن الأنشطة الرياضية إلا أنه منخرط في مواصلة أعماله الإنسانية ومساعدة أبناء الوطن والشباب في دعمه وتمويله للأبحاث العلمية والخيرية.
وجه السعد الذي أطل علينا في ليلة طرزها المطر أنعش ذاكرتنا لهذا الشاب الذي يمثل صورة مضيئة للإنسان الخير الطيب الذي لا يُنسى.
jaser@al-jazirah.com.sa