|
رؤية - عبد العزيز بن علي الدغيثر
اشهد يا تاريخ واكتب يا زمن حالة اليأس والبؤس التي وصل إليها نادي النصر السعودي.. من يصدق أن نادياً يقبع في عاصمة هذه البلاد وبين شباب مدينة الرياض كان شعاره إلى الوقت القريب (ناد ٍرياضي وثقافي واجتماعي)، كان شعاره أنه يجمع ولا يفرّق؛ كان يقصده محبوه لقضاء وقتهم، وكانوا يعتبرونه نقطة تلاقي نادي النصر الذي إلى وقت قريب شعاره أنه يجمع ولا يفرّق: ماذا حدث؟.
يوم الأربعاء الماضي، لم تَعُد تستطيع أن تصل حتى لأحد الشوارع المحيطة به، السؤال العريض من أوصل هذا الكيان إلى هذه الحالة؟ كيف أصبح نادي النصر يطوّق برجال الأمن وسيارات مكافحة الشغب وأفراد أمن، بعد أن كان يطوّق بالورود والزهور والقلوب: هل يستطيع اليوم أي شخص كائناً من كان أن يعترف بالواقع، وأن يأسف لما حدث وأن يكشف عن الواقع المرير.
قد تكون هذه الأحداث المتسارعة مفاجئة لمن هو بعيد عن الكيان، ومن يعبث فيه. أما بالنسبة لي أنا فمنذ أن قدمت استقالتي وانضممت إلى أحد الصروح الإعلامية الكبيرة، وأنا أحذّر من هذه اللحظة التي انهار فيها كل شيء وانكشف الواقع المرير واتضحت الحقيقة.
- ثلاث سنوات.. وأنا أحذّر وأنبّه ولا يوجد مستمع منصت ..
- ثلاث سنوات وعبر مقالي الأسبوعي، والذي يحمل عنوان (بصراحة) وأنا أنتقد العمل، وأحذّر بأنّ كل شيء عشوائي ولا أحد يستمع!
- ثلاث سنوات وأنا أؤكد يومياً وعبر جميع المنابر الإعلامية بأنّ النادي يدار بلا فكر وبطريقة بدائية.
- ثلاث سنوات وأنا متواصل مع الجميع وأكشف العيوب بضمير مرتاح لكيان عشقته منذ الصغر.
- ثلاث سنوات وأنا أصارع على جميع الجهات، وبالذات مع من يعتقدون أنّ فكرهم وحدهم هو الصح!
- ثلاث سنوات وأنا أتحدث بلغة الواثق متوقعاً المصير المحتوم وغيري يخدع الجماهير ويلمّع المواقف لمصالح شخصية.
- ثلاث سنوات والكل يتهمني بأنني أنتقد من أجل إرضاء المعسكر المنافس عبر جهلة لا يتعدى تفكيرهم شحمة آذانهم.
- ثلاث سنوات وأنا الوحيد الذي أصارع من كان يلمّع ويخدع ويجامل عبر المنتديات أو الأعمدة بقلوب سوداء لا تعرف إلاّ الحقد والكراهية.
- ثلاث سنوات وأنا أحاول مرة تلو الأخرى لأثبت بأنّ العمل يسير من سيئ إلى أسوأ، وكنت أجابه بأنني أتحدث، وأكتب لأضمن استمراري في جريدة الجميع الجزيرة (!!).
- ثلاث سنوات والجهلة يخادعون ويهربون عن المواجهة ويتهمونني بأني أرضي المنافسين على حساب النصر!
ماذا بقي لهؤلاء أن يقولوا؟ هل بقي لهم دم في وجوههم ليتحدثوا؟ من سوف يقبل اعتذارهم اليوم ؟ ماذا بقي لديهم أن يقولوه ؟ من سوف يغفر لهم زلاّتهم العديدة ؟ هل أدرك هؤلاء الجهلة أنهم يقفون بل يعتبرون العامل المساعد لتدهور هذا الكيان؟ من سيغفر زلّتهم الآن؟ النصر يحتضر وهناك يخرج من يدّعي أنه داعم، ولمصالحه الشخصية يطالب باستمرار تدهور النصر ويقول إنه لا يوجد إلاّ المتردّية والنطيحة ! هل انتهى رجال النصر أيها الجاهل ؟ أم مكافأتك المقطوعة سمحت لك أن تتحدث بهذه اللهجة الهابطة.
تصوروا آخر خداع يستخدم لصرف نظر الجماهير الغاضبة، هو أنّ النصر مسحور وأنّ السحر مدفون في عدة أماكن أبالله عليكم: هل هناك أحد فيه مطمع ليتم سحره؟ ربما النصر يضم ميسسي ورونالدينو أو دلبيرو أو اونيمار البرازيلي؟ نعم، نؤمن بالسحر كمسلمين وهو في القرآن الكريم، ولكن حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له، بالله عليكم: أفي النصر اليوم مطمع؟ إنّ ما يحدث الآن ما هو إلاّ خداع في خداع ومحاولة لإشغال الرأي العام النصراوي، وأرى اليوم أنّ الأمل في الله ثم بالجهات العليا التي يجب أن تتدخل وتبعد هذه الإدارة التي فتحت ثغرات غير معتادة، وسبّبت إزعاجاً للجهات الأمنية في سابقة هي الفريدة من نوعها، أو شائعة السحر المزعوم، والذي والله أعتبره عيباً وعاراً على جبين كل نصراوي..
ماذا بقي لم يظهر في نادي النصر؟ اليوم أقول: رحم الله الأمير عبد الرحمن بن سعود فلو كان يعلم قبل مماته ما سيحل في النصر لألغاه أو غيّر مسمّاه.. رحمك الله يا أبا خالد.. والله المستعان.