المال زينة الحياة الدنيا والإنسان يسعى جاهداً للحصول عليه بكل ما أوتي من وسيلة، والنفس البشرية جُبلت على حب المال فطرة، فأصبحت تحب المال حباً جماً وهو نصيب الإنسان من دنياه لمعيشته، ومع جمع المال تتشرف النفس للزيادة فيأتي الشح ومعه يأتي البحث عن الزيادة من طرق أخرى حتى ولو كانت غير مشروعة، إلا ما شاء ربك، وكلما زادت الثروة بيد الإنسان زاد تعلقه بها وطلب الزيادة منها، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، هذه مسلمات، إلا ما شاء الله، تنشأ المصانع وتفتح المتاجر لماذا؟ بكل تأكيد لطلب المال والزيادة منه، وتظل نفس التاجر أو أصحاب الشركة أو المصنع متطلعة وهذا حق لصاحبه في حال سلوك الطرق الصحيحة للحصول عليه.. ومن الطرق التي تسلك للاستزادة من المال أن بعض المنتجين أو المستوردين يضعون مع بضائعهم حافزاً مرغباً لشرائها كزيادة في الكمية أو وضع هدية مع تلك البضاعة، والزيادة والأصل تصل لبائع التجزئة بنفس سعر الأصل، ولكن البائع المجزئ لتلك البضاعة يضع لهما سعراً آخر؛ بمعنى أنه يحسب سعر تلك الزيادة ثم يضيفه إلى سعر الأصل، أي أن صاحب محل التجزئة يبيع الزيادة أو الهدية، فيرفع السعر بمقدار سعر الكمية المضافة إلى الأصل، وحينئذ لا يستفيد المشتري ولا صاحب البضاعة الأصلي؛ سواء مصنعاً أو مستورداً لها، بل كل قيمة البضاعة الأصل والهدية أو الزيادة تذهب إلى حساب صاحب محل التجزئة.. هذا من أكبر أنواع الجشع، هذا النوع من المعاملة حاصل حتى في بعض الأسواق الكبيرة المشهورة، وبكل صراحة سبق لي مناقشة بعض العاملين في أحد تلك المحلات عن شيء من هذا النوع فحاولوا الخروج عن الموضوع ثم رجعوا وألقوا باللائمة على الإدارة.. مثل هذه الحالة وجدتها بسوق آخر وفي بضاعة أخرى. سؤالي.. هل يحق لأصحاب المحلات عموماً بيع ما يعتبر إضافة أو هدية من المنتج أو المستورد أو إضافة قيمة تلك الزيادة أو الهدية أو العينة للقيمة الأصلية للبضاعة؟ ثم لماذا لا يوضع السعر على البضاعة من قبل أصحابها الأصليين قبل وصولها لأصحاب محلات التجزئة؟