الجزيرة - مريم السلطان

يعد التعاون الدولي في التعليم العالي والانفتاح على الجامعات العالمية ضرورة ملحة تحتاجها الجامعات في البلدان النامية والبلدان المتقدمة على حد سواء، خاصة في عصر العولة، فهو من أهم الوسائل التي تساعد الجامعات الجديدة للحصول على حلول ناجعة لمشكلاتها وتخطي التحديات التي تواجهها، ويمكن للجامعات من خلال التعاون الدولي أن تحقق شروط التقدم والتطور البحثي والجودة الأكاديمية والإسهام من ثم في عملية التنمية المستدامة. كما أن التواصل مع الجامعات المتقدمة وتبادل الخبرات مع التجارب الناجحة، من خلال المشروعات البحثية المشتركة والتعاون العلمي والتقني إضافة إلى استضافة الأساتذة المتميزين في تخصصاتهم، كلها عوامل مهمة في بناء وتطوير أية جامعة.

من هذا المنطلق أنشأت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن إدارة التعاون الدولي مع تأسيس الجامعة نفسها عام 1427هـ تحت وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي لكي تعمل على تنفيذ إستراتيجيات الجامعة في تعزيز التعاون مع أفضل مؤسسات التعليم العالي العالمية والهيئات الدولية ذات العلاقة بما يخدم العملية التعليمية وأهداف الجامعة ويسهم في الوصول بها إلى مصاف الجامعات العالمية المتميزة. وتقول أ.د. فردوس بنت سعود الصالح وكيلة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي إن إدارة التعاون الدولي تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال عدة مهام تنفيذية:

العمل على الاستفادة من الاتفاقيات الدولية التي عقدتها وزارة التعليم العالي مع الدول الأخرى، وتسهيل الاتصال والتبادل الدولي لمنسوبي الجامعة والجامعات الأخرى. عقد الاتفاقيات مع الجامعات الأخرى في مجالات التدريب والأبحاث والاستشارات والتكنولوجيا واستخدام الأجهزة، وإجراء التجارب، وقياس الجودة، وإنشاء الحاضنات، وكراسي البحث، ومراكز الأبحاث والتنمية. تمثيل الجامعة والتعريف بها في المحافل الدولية.

تسهيل استفادة منسوبي الجامعة من الشراكات والاتفاقيات العلمية والثقافية التي تعقدها الجامعة. تنسيق اللقاءات والاجتماعات مع الوفود من خارج المملكة ومتابعة نتائجها وتوصياتها.

وتضيف أ.د. الصالح أن لإدارة التعاون الدولي دورا تنسيقيا في الاتفاقيات وشراكات التفاهم والتعاون التي عقدتها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مع عدد من جامعات ومراكز بحث عالمية، والتي من أبرزها: جامعة سيراكيوز الأمريكية، وجامعة كوكمن بكوريا الجنوبية، ومعهد التعليم الدولي بنيويورك. كما وقعت الجامعة عقود خدمات مع جامعة كوفنتري بالمملكة المتحدة، وجامعة موناش بأستراليا، وجامعة اوكلاند بنيوزيلاندا.

وفي إطار التعاون الدولي وقعت الجامعة اتفاقية مع جامعة أوكلاند النيوزيلندية لتشغيل برنامج اللغة الإنجليزية في السنة التحضيرية. ويتضمن العقد أن تؤسس جامعة أوكلاند - وهي من أكبر الجامعات النيوزيلندية- وتدير برنامج اللغة الإنجليزية بالسنة التحضيرية كما يشمل البرنامج تطوير منهج اللغة الإنجليزية والتقييمات والاختبارات المناسبة وأية امتحانات يتطلبها، ويتولى التدريس في البرنامج طاقم أكاديمي متخصص في تدريس اللغة الإنجليزية للناطقين بغيرها.