أود أن يعذرني الزملاء في القسم الرياضي، فهذا ليس تطفلاً على شأن من شؤونهم، ولكنه أمر اختلطت فيه الرياضة بالشأن الاجتماعي، فصار لزاماً أن ندلي بدلونا فيه، إذ تناقل الرواة أن مسؤولي نادي النصر العريق قد استعانوا بثلاثة رقاة، بعد أن تيقنوا أنه لا يمكن لمستوى لناديهم أن ينحدر إلى مستويات غير معهودة، وهذا ما تم قبل عدة أيام.
تقول الرواية إن المسؤولين أحضروا الرقاة إلى مقر النادي، وبعد أن قرؤوا القرآن، وفحصوا الأوضاع كاملة، أشاروا إلى أن سحراً قد تم وضعه في عدة أماكن داخل مقر النادي، وبعدها تطورت الأوضاع بشكل مريب، وذلك حينما وردت إفادات بأن شخصاً كان يحضر إلى النادي، ومعه مجموعة كراتين مشبوهة، ولا يعلم أحد ماذا يصنع بما في داخلها، ما حدا بمسؤولي النادي إلى البحث عنه دون جدوى، ثم تختم الرواية بالقول إن الرقاة نصحوا بقراءة القرآن عبر مكبرات صوت في غرف وممرات النادي بغرض طرد السحر والجن.
قضية السحر والسحرة ليست جديدة في مجتمعنا، وعلى الرغم من أنها قضية شرعية لا جدال حولها، إلا أنها أصبحت الشماعة التي يعلق عليها البعض فشله، أو يهرب من خلالها من تبعات أفعاله، فقد سمعنا عن مسؤولين وقعوا في المحظور، فأصبحت الخرافة هي الملاذ لهم للهروب من المسؤولية، وهناك الأزواج الذين يفشلون في حياتهم الزوجية، كنتيجة طبيعية لعدم التفاهم وانتفاء المودة، وبدلاً من الاعتراف بذلك، والبحث عن الحل العلمي على يد المختصين، نجدهم يهربون بعيداً متهمين الجن والسحر، وقد تطور أمر الخرافة كثيراً خلال الفترة الأخيرة لدرجة أصبح معها ينذر بما لا تحمد عقباه.
لا ندري هل سيستطيع رقاة نادي النصر أن يعثروا على السحر، وبالتالي تنفك عقدة النادي الأزلية، أم أنهم سيكتفون بتأكيد وجوده، وسيدعون أمر البحث عنه إلى مختصين آخرين، ولذا سننتظر ما ستسفر عنه هذه المعركة السحرية، وسنتابع نتائج النادي عطفاً على ذلك، مع أني على يقين بأنه لو كان الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- ما يزال يرعى هذا النادي، أو لو كان الأخ العزيز ماجد عبدالله موجوداً في تشكيلة الفريق كما كان أيام مجده، لما احتاج مسؤولو النادي إلى الاستعانة بفريق الرقاة ولا بغيرهم، لأنه سيكون حينها متألقاً، وخالياً من أي مشاكل تعكر صفو محبيه الكثر في كل مكان. وختاماً، نتمنى أن يتم التأكد - بشكل قطعي- عن السبب الحقيقي، الذي يعيق مسيرة هذا النادي الكبير، فقد يكون السبب هو الجن، أو - ربما - نظراؤهم من الإنس!.
فاصلة: «دائماً أشتري بدلات غالية الثمن، ولكن عندما ألبسها تبدو رخيصة!».. وارن بافيت.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2