قبل أن أطلب من الشاب أن يحترم الوظيفة التي يعمل فيها يجب أن أوفر له هذه الوظيفة، وقبل أن أطالب مرتادي السوق بأن يضعوا النفايات في السلال المخصصة يجب أن يكون هناك سلال أصلاً.
وحينما ننظِّم محاضرات للحديث عن إيجابيات السياحة الداخلية يجب أن تكون هناك سياحة داخلية حقيقية.
كيف أستطيع أن أقنع الناس بجدوى هذه السياحة وكل ما هو في المكان لا يجعله مؤهلاً لكي يكون مقصداً سياحياً؟
وحينما نقول «أين البنية التحتية»؟ يغضب الكثيرون: «صجيتونا بالبنية التحتية، ما عندكم غيرها؟!». لندع التحتية والفوقية، ونتحدث بصراحة:
السياحة ليست كالصلاة، أضطر لأصليها في مسجد متداعٍ أو متسخ السجاجيد.
السياحة خيار شخصي، لا يلزمني أحد بأن تكون داخلية أو خارجية.
أنا مَنْ سيدفع وأنا مَنْ سيستمتع.
وإن لم أجد في هذا المكان ما يؤهله لأن أصرف فيه ميزانيتي المخصصة للسفر فإنني لست مضطراً لأبقى فيه ساعة واحدة.
إن قراراً مثل دخول الشباب للمجمعات التجارية يأتي - في رأيي - ضمن تحسين الصورة النمطية للسياحة الداخلية.
نحتاج إلى المزيد من القرارات التي تؤسس عالماً مريحاً للسياحة، كوسائل السفر والنقل والحد من المبالغة في الأسعار والفنادق المتوسطة النظيفة.
بدون هذا العالم لن يضطر السائح للتوجُّه داخلياً.