موشيه رونين*

هناك مقولة أؤمن بها تماما هي: "رغم كل الشكوك فإن إسرائيل هي أكثر الأماكن أمنا لليهود في العالم".

لم أقتنع بهذه المقولة فقط في أعقاب الهجوم الذي استهدف مدرسة يهودية في مدينة تولوز الفرنسية والذي أثبت أن اليهود في الشتات (خارج إسرائيل) دائما عرضة للمخاطر. أنا أقول هذا دون أن أضع في الاعتبار أيضا احتمالات قيام إيران وحزب الله اللبناني باستهداف الإسرائيليين في الخارج. بالطبع فإن قادة إيران يدرسون حاليا الخيارات المتاحة لديهم لضرب اليهود. كما أنهم يخططون للحصول على قنبلة نووية. لكن في المقابل نحن لدينا الصواريخ والجيش وقوة الردع اللازمة لمواجهتهم. لذلك فحتى عندما حاولت إيران الإضرار باليهود فإنها نجحت فقط في الإضرار باليهود خارج إسرائيل. فأكبر هجومين إيرانيين استهدفا اليهود حدثا في الأرجنتين وليس في إسرائيل.

هناك عشرات الآلاف من الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل من كل الاتجاهات. لكن أين هو المكان في العالم الذي لا يوجد به خطر؟! فسكان لوس أنجلوس في الولايات المتحدة يواجهون خطر الزلازل المدمرة في أي لحظة. وسكان اليابان يخشون من أمواج المد العاتية (تسونامي) في أي وقت وسكان ميامي الأمريكية يخشون الأعاصير. وفي نيويورك وشيكاغو يخشون تحول عمليات السطو المسلحة إلى جرائم قتل. كما أن احتمالات الوفاة في حوادث السيارات في الولايات المتحدة تزيد بشدة عن هذه الاحتمالات في إسرائيل.

إحصائيا، المخاطر الموجودة في إسرائيل ليست أكبر من الموجودة خارجها. والحقيقة أن معدل العمر في إسرائيل ورغم كل الحروب التي خاضتها والهجمات التي تستهدفها من أعلى معدلات العمر في العالم. متوسط عمر الشخص في إسرائيل أطول من متوسط عمر الأمريكي أو البريطاني وبالتأكيد فإنه أطول من متوسط عمر الروسي..

كإسرائيليين، نحن معتادين للغاية على كل الحوادث وأوجه القصور المحيطة بنا هنا. ولكننا غير معتادين على المشكلات الموجودة في الدول الأخرى. لقد سافرت إلى العديد من دول العالم واطلعت على أشكال الحياة في مختلف الدول التي زرتها. و في الوقت نفسه فإن مستوى المعيشة في إسرائيل من أعلى مستويات المعيشة في العالم.

وهنا تحضرني أيضا بعض العبارات الحماسية مثل: أباؤنا حلموا ببناء مكان يصبح آمنا لليهود هنا في إسرائيل". كل العالم فهم ذلك في أعقاب الهولوكوست. والحقيقة أن تقييم الموقف الآن مقارنة بما قبل 64 عاماً، يشير إلى أننا نجحنا. فإسرائيل هي أكثر الأماكن أمنا لليهود في العالم!!

*( يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية