البلاد، كما تؤلف، أيضاً تألف. فكأن الألفة قاسم مشترك بين البلاد وأهلها. ولقد كان طبيعياً، من هذا المنطلق، أن يحتل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز هذه المحبة الكبرى في قلوب أهل منطقة الرياض، فطوال ما يربو على خمسين عاماً كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يحتل في قلوب أهالي منطقة الرياض مكان كبير العائلة، الذين لم يكونوا يحملون تصوراً آخر لإمارة الرياض من دون الأمير سلمان، وهنا كانت المعادلة الصعبة في البحث عن قائد مسيرة جديد، تتوجه إليه مشاعر الناس ويجدون فيه عوضا عن أميرهم الغالي، الذي انشغل بمهام أخرى لمصلحة وطنية عليا، قائد يحبه الناس، قائد أيضاً يمتلك الخبرة والأدوات الإدارية والقيادية المتكاملة التي تمكنه من إدارة وقيادة منطقة عملاقة استراتيجية بحجم منطقة الرياض، قائد تمرس عقوداً في الاضطلاع بهذه الأمانة الثقيلة على مدار عقود ماضية، قائد يرد السكينة إلى القلوب، ولم يكن ثم أنسب ولا أقرب إلى قلوب الناس من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -حفظه الله- محبوب أهل منطقة الرياض، وشريك مسيرة التنمية الأصيل الذي كان الجميع يستبشرون بوجوده في كل افتتاح، وكل تدشين، وكل منتدى، وكل مهرجان، وكل مناسبة. فلعقود مضت كان سمو الأمير سطام شريكاً فاعلاً في المشهد التنموي المزدهر الذي حقق للرياض المكانة الرفيعة التي تحتلها بين عواصم العالم.
ولعقود مضت كان سمو الأمير سطام على اطلاع مباشر على جميع تفاصيل ما يدور في غرفة العمليات الأهم من بين غرف عمليات التنمية في مناطق المملكة، ولعقود مضت كان سمو الأمير سطام في قلب مركز صناعة القرار، ولعقود طوال بقي سمو الأمير سطام يمتاح من رافد مدرسة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الإدارية، ولسنوات طوال كان سمو الأمير سطام أمير الرياض بالإنابة، ولسنوات طوال عرف أهل الرياض سمو الأمير سطام قلباً واسعاً مفتوحاً للجميع، ووجها مبتسماً للجميع، مجاملاً للجميع، ملبياً لدعوات الجميع، مشرِّفاً إياهم بحضوره الراقي الجميل الذي جسد واحداً من أجمل مشاهد الترابط الإنساني واللحمة الوطنية بين المواطنين وقيادتهم. إننا متفائلون جداً بهذا الاختيار غير المفاجئ ولا الغريب من لدن قيادة بلادنا الحكيمة لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة الرياض، فلقد عودنا خادم الحرمين الشريفين على الاختيارات السديدة الموفقة لرجاله، شأنه في ذلك شأن والده المؤسس الملك عبدالعزيز الذي كان عهده بحق مصنعاً للرجال، وموئلاً للأبطال. وفق الله سمو أمير منطقة الرياض، إلى ما يحب ويرضى، ونفع به، وأعانه على حمل الأمانة الثقيلة التي نثق تمام الثقة أنه أهل لها، وخير مؤتمن عليها.
* رئيس مركز القاعية بالدوادمي