تحت هذا العنوان جاءت فكرة إقامة معرض وسائل الدعوة إلى الله وقد كانت هذه الفكرة باقتراح من معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ولقيت القبول والتشجيع والرعاية من قبل ولاة أمر هذه البلاد التي هي منطلق الدعوة الإسلامية منذ انطلاقتها الأولى على يد الهادي البشير محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وصحابته الغر الميامين وسلف الأمة الصالح رحمهم الله.
وامتداداً لذلك عُنيت حكومة المملكة العربية السعودية بذلك فحملت لواء الدعوة إلى الله وفق الإمكانات المتاحة آنذاك، حيث انطلقت بداية بالدعوة الإصلاحية التي حمل لواءها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وعاضده وسانده مؤسس الدول السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود - غفر الله له- فكانت دعوة خالصة لله نهجت ما سار عليه واختطه محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ووفق شرع الله المطهر لا إفراط ولا تفريط ولكن وسط بين ذلك، كما جاء في كتاب الله الكريم، وسنة المطصفى صلى الله عليه وسلم.
وجاءت فكرة هذا المعرض (كن داعياً) استمراراً لذلك النهج القويم، ولإبراز وسائل الدعوة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية مهبط الإسلام وحاضنة الحرمين الشريفين ومنطلق الدعوة الإسلامية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام.
ومعرض الدعوة إلى الله (كن داعياً) في محطته 14 في تبوك لهذا العام حظي ويحظى دائماً وأبداً برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله في عمره على عمل صالح وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
المعرض لوسائل الدعوة إلى الله يحظى بحضور أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق - وفقهم الله- وهذا امتداد لاهتمام ولاة أمر هذه البلاد بالدعوة إلى الله ومساندتها والشد من أزر الدعاة إلى الله، وتلك عناية واستمرار لذلك النهج القويم الذي أرسى قواعده المؤسس لهذا الكيان الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- حيث كان يولي ذلك اهتمامه وعنايته رغم مشاغله في مرحلة التأسيس لهذا الكيان فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
كن داعياً هذا العام شارك في فعالياته 95 جهة حكومية وأهلية، حيث تقوم كل على حدة بعرض لما تقوم به تلك الجهات في سبيل الدعوة إلى الله وتبين الأساليب التي تسير عليها في القيام بتلك الدعوة وفق إمكاناتها وما لديها من تعليمات وتوجهات، إضافة إلى ما يتخلله من محاضرات ولقاءات وهي تشمل الرجال والنساء ويقوم بها عدد من العلماء وأصحاب السماحة والفضيلة وطلبة العلم حيث يتم تنظيم تلك المحاضرات والندوات واللقاءات وفق جدول زمني خلال إقامة المعرض.
والجديد في هذا العام عرض لجهود الدعوة إلى الله من خلال الوسائل الجديدة التي استجدت في وقتنا الحاضر في الدعوة إلى الله بوسائل التقنية الحديثة من خلال وسائل الاتصال وتلك من نعم الله على عباده؛ فالحاجة دعت إلى التجديد والتطوير في الدعوة إلى الله بالوسائل الحديثة (النت والبلاك بيري والفيس بوك وتويتر وسواه من وسائل الاتصال الحديثة). وبرهن على نجاح هذا المعرض الإقبال والتفاعل المنقطع النظير من قبل الزوار الذين يتوافدون على مقر المعرض في محطاته بمناطق المملكة والتي هدفت وزارة الشؤون الإسلامية من تنقلها إلى خدمة الجميع ومعرفتهم بوسائل الدعوة إلى الله عن قرب وفي أماكن سكنهم دون عناء ومشقة.
إن إقامة مثل هذا المعرض للتعريف بوسائل الدعوة إلى الله لهو جزء من الجهود الكبيرة التي تقوم بها الوزارة في الوطن حيث تعنى بما تحملته من مسؤولية ألقيت على عاتقها رعاية لبيوت الله (مساجد الله) والقيام بواجب الدعوة إلى الله، والإرشاد والتوجيه ومتابعة ذلك حيث تشرف على الدعاة والوعاظ وكل ما يتعلق بالخطاب الديني بشكل عام لضمان استمراره وسيره وفق الخط المستقيم في تحقيق الوسطية والبعد عن الغلو والتشدد وتحقيقاً للتوجيه الرباني.
- الرس