«المرأة السعودية وقيادة السيارة»
فاصلة :
(إنّ كل شيء هو كما نقدّره)
-حكمة عالمية -
في إحدى ورش العمل التي تقدمها الجامعة لطلاب الدكتوراة من مختلف التخصصات جلست بجانبي فتاة شابة من نيجيريا تدرس الدكتوراة في الهندسة، وعندما علمت أني من السعودية أخبرتني أنها كانت تعمل في شركة «سابك».
وعندما تحدثت عن موضوع بحثي عن صورة المرأة السعودية في الإعلام الغربي كانت تنظر لي وفي وجهها الكثير من الأسئلة. شجّعتها قائلة: تستطيعين سؤالي عما يدور في ذهنك.
سألتني: هل صحيح أن النساء مازلن لا يستطعن قيادة السيارة في السعودية؟ قلت لها: نعم، قالت: لماذا؟
قلت لها: فيما يبدو هي مسألة اجتماعية تحتاج إلى قرار سياسي وأظنه سيكون لكن لا أعرف متى.
ثم قلت لها: هل تعتقدين أنه يمكن اختزال صورة المرأة السعودية في هذا الحق: ماذا عن بقية الحقوق؟ لم تسأليني عن التعليم أو العمل مثلاً.
قالت: هل من الممكن أن تعملي في مجال الإعلام عندما تعودين إلى بلدك؟
قلت لها: نعم أستطيع العمل في الفرص المتوافرة في وسائل الإعلام.
صحيح أن الفرص المتوافرة للنساء ليست في جميع المجالات، ولكن لو قرأت التاريخ ستجدين أنها مراحل تمر فيها المجتمعات لتنال المرأة حقوقها كاملة.
ثم أردفت: لذلك أنا أبحث في صورة المرأة السعودية في الصحافة البريطانية؛ لأن الصورة للأسف تقليدية ولا نعرف: هل المسئول شح المعلومات من قبلنا نحن السعوديين أم أنها نقص في مهنية الصحافة البريطانية؟.
من المؤسف أنه في الوقت الذي تتقدم فيه المرأة السعودية وتحرز نقاطاً إيجابية في عملية التمكين في المجتمع تبقى صورتها في العالم الخارجي تقليدية أو مشوهة.
ربما يقول البعض وما الضرر؟
ليس ذات أهمية رأي الغرب بنا، لكن الحقيقة أنّ المسألة ليست الاهتمام أو عدمه بالآخر، إنما هي أن يعرفنا الناس كما نحن دون تعظيم أو تقليل من قيمتنا، وهذا من أبسط حقوق الإنسان أن يعبّر عن ذاته كما هو وأن يقدّره الآخرون لدوره الحقيقي في المجتمع.
nahedsb@hotmail.com