كلما دقت طبول ذكراك..
حقيقة أم خيال..
جئت إلّي من غابر الزمان
كيف يكون لقاؤنا
دثرني بأكفان غيابك
علمني وصلك مدى غيابك
تحركني إليك الوسوسات
فأشدو ببريق طيوفك الحارقات
سأسُفح عبراتي في حضورك
سأنبجُس في قتام شراييني !
علمني فنون الوصل
أعلمك كيف يكون اللقاء
قل لي: إنه زمننا أنا وأنتِ
انسج حولي أكاذيبك
ارسم أقواس الشوق في يباب قلبي
جرد اللحظة من جحافل البعد
عانق المحراب.. لنرفل في سماوات العشق
جئُت من قفار الحزن الظامئات
ابسل أمام أنشوطة الجدب
املأ رؤوس السبع السنابل
حتى يخّيل لي طللك بثمة زنابق
اقبض روحي الهائمة كملاك يبكي على موتاه
نم على حصير آهاتي
واستبق حديثي في ثقوب الذكريات
وحينما تدنو خيوط الأصيل انتظرني
ها هناك..
على رصيف العمر أدندن حيث لا أحد!
لعمري سأشُق غبار قبري وأفك عني كل قيد
وأهمي بوصلك فانتظرني
سألملم شعث البيد وأسابق خطوي إليك
حتى أبتل في دياجي صمتك المميت
وسأموت ثم أموت في عينيك.. يا أنت ثلاثمائة سنين
وازداد تسعا
ولن تُعقب..!
عبير الزهراني