|
بين دفء المشاعر وصدق الأماني يصبح المكان بيتاً والمرحبون أهلاً ويكتب التاريخ صفحاته الملونة بمداد الجود والكرم والمحبة والود، وتلبس حائل ذات التاريخ الموغل بالأصالة أجمل حللها في ظلال الجبلين العاشقين أجا وسلمى حيث العشق يزين التاريخ والجغرافيا وتبدو تلك المدينة الغافية في أحضان الحضارة لوحة إبداعية تعكس ذلك التناغم بين تاريخ وطننا الغالي وبين حاضره المليء بعزم الرجال وتفاني ولاة الأمر الذين يحرصون على الدوام على جعل كل مناسبات الوطن ملتقى لإظهار قدرة أبنائه على تحمل المسؤولية والعطاء والبناء والتميز في كل المجالات.
لقد أضحى رالي حائل أحد أهم المناسبات والمهرجانات الوطنية السنوية التي تفردت في تميزها لتحلق إلى العالمية في مجال سباقات السيارات وتصبح محط اهتمام على كافة الصعد وتشكل في نفس الوقت بوابةً دخلت منها حائل إلى السياحة وعالم السباقات وهي تزهو بقدرات أبناء هذا الوطن على التنظيم بحيث أصبح الرالي يحتل مكانة متميزة لدى المتابعين والمهتمين محلياً وإقليمياً وعالمياً.
ومما لا شك فيه أن التميز والنجاح الذي حققه الرالي ما كان ليحصل لولا الرعاية الشخصية لسمو الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل الذي لم يدخر جهداً في سبيل جعل الرالي مهرجاناً بحجم الوطن ومناسبة مضيئة تدلل بصورة قاطعة على التطور الذي تعيشه المملكة وقدرة أبنائها على النجاح والوصول إلى العالمية في الخبرة والمعرفة وكذلك جهود سمو نائب أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد وسمو الأمير عبدالله بن خالد مساعد رئيس اللجنة التنفيذية لرالي حائل وسمو الأمير سلطان بن بندر الفيصل رئيس الإتحاد العربي السعودي للسيارات، وجهود الجهات والمسؤولين المعنيين في المنطقة وكل من شارك في هذه المناسبة ومن المظاهر الجميلة التي أصبحت مقترنة بالرالي تلك الفعاليات والبرامج والأنشطة المصاحبة التي تتنوع بين الاجتماعية والبيئية والسياحية والثقافية بالإضافة إلى الدور الكبير للقطاع الخاص مشاركةً ودعماً مما يضفي على المهرجان أجواء من الاحتفالية والتشاركية في ظل هذا الوطن الذي يسمو دائماً بجهود جميع أبنائه وقطاعاته.
إن تحول رالي حائل إلى تظاهرة رياضية واقتصادية واجتماعية وثقافية متميزة بكل المقاييس يعطي هذا المهرجان أبعاداً وطنية وعالمية نتمنى أن يتم استثمارها في المهرجانات القادمة بصورة أكبر خاصةً من قبل وسائل الإعلام الخارجي التي لم تنجح بتسويق هذا المهرجان حسب رأينا بما يتناسب مع نجاحاته ومع قيمته السياحية والاقتصادية الوطنية، حيث إن صفة العالمية أصبحت قريبة منه مما يلقي علينا جميعاً المسؤولية إلى السعي لجعل هذا المهرجان المتميز نشاطاً وتنظيماً من المهرجانات العالمية التي يشار إليها بالبنان وتعكس بصورة حقيقة واقع التطور والإمكانات البشرية والتراثية التي تحفل بها المملكة.
المحامي: كاتب فهد الشمري