نحن أكثر دولة في المنطقة يعيش بها (أجانب) من حيث العدد، وأقل دولة استفادة (مادياً) من هؤلاء, بعكس الكثير من (الدول المجاورة) التي يصرف فيها (المقيم) جزءاً كبيراً من (راتبه) بداخلها، فبيننا نحو (9 ملايين مقيم) بالإمكان استثمارهم ليكونوا (قوة فاعلة) ضمن نسيج الحياة السعودية اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً عبر (تفعيل دورهم) في الحياة داخل وخارج أوقات وأماكن عملهم وبشكل مشابه لما تقدّمه الكثير من الدول من حولنا...؟!
إن هؤلاء مغيبون عن معظم خطط التسويق والاستهلاك اليومية التي تستهدف المواطن السعودي فقط (للقوة الشرائية) بالطبع، ولكن لم يجرب أحد تخصيص عروض وخدمات لبعض الجنسيات، سوى بعض الإعلانات الخجولة لشركات الاتصالات وخطوط الطيران، وأما بالمجمل فلا يوجد لدينا (استثمار يستهدف) هؤلاء ويساعد في تدوير (أموالهم) أو جزء منها داخل المملكة...؟!
مثلاً نسمع ونشاهد عن تجمعات (عشوائية) لبعض المقيمين من جنسيات آسيوية كل جمعة في بعض الأراضي الخالية أو المواقف لممارسة لعبة (الكريكت) الشعبية لديهم، ولم نسمع أو نشاهد مستثمراً خصص نادياً أو موقعاً استثمارياً ليمارس فيه (هؤلاء المقيمون) هوايتهم برسوم بسيطة وبشكل (منظَّم) من الناحية الأمنية والاجتماعية لمثل هذه الأعداد التي قد يحصل بينهم منافسات ومناقشات في هذه الأماكن بشكل غير منضبط وفتح فرصة ليعبّر هؤلاء ويفرغوا طاقاتهم بطريقة مقننة...!
بالإمكان تشجيع التسوّق من (المنتجات السعودية) بالنسبة للمقيمين والمساعدة في تغليف مشترياتهم وشحنها (للبلد الأصلي) عبر شركات الشحن والتأمين وبرسوم بسيطة (كخطوات تشجيعية) لجعل المقيم يتسوّق ويتبضَّع لدينا بدلاً من شراء (نفس المنتجات) من أسواق منافسة وقريبة تقدّم له الخدمة (عبر الإنترنت)...!
في ظني أن تخصيص (صفحات للجاليات) في بعض صحفنا لمتابعة أخبارهم ونشاطاتهم الثقافية والاجتماعية داخل المملكة وتقديم أخبار متفرِّقة أو مقتطفات من بعض (صحف بلدانهم) سيساعد كثيراً في الاهتمام بتثقيف هؤلاء وربطهم ببعض الصفحات الصحفية للرفع من حسهم واستشعارهم بالأنظمة داخل المملكة ومستجداتها كما أنها ستكون (نافذة إعلانية) لسفارات بلدانهم أو بعض الجهات التي تتعامل معهم وكذلك تقديم العروض الترويجية لهم عبرها وبعدة لغات.. مما سيعود بالفائدة الاقتصادية علينا، لنُبقي جزءاً من أموالنا في الداخل..؟!
لا يجب أن نستهين بقدرة هؤلاء على الشراء ولا بحجم مدخراتهم فلننظر لحجم الحوالات المالية الهائلة للخارج من المقيمين بيننا...!
إن (القطاع الخاص) برأيي مُطالب اليوم بالمنافسة أكثر وبشكل واضح لتقديم خدمات تسويقية واستثمارية (للجاليات)، ودراسة أبعادها وفوائدها من مختلف النواحي..!
فهل نعي أن بعض (الأسواق المجاورة لنا) لم تكتف بأموال (السياح السعوديين) فقط، بل يسيل لعابه اليوم على أموال (المقيمين في السعودية) أيضاً عبر تقديم خدمات (التسوّق لهم عن بعد) وشحن المنتجات إلى بلدانهم الأصلية واقتسام جزء من الحوالة عبر (البنوك السعودية)..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net