|
عمان - عبدالله القاق
أشاد السيد عبدالكريم الدغمي رئيس مجلس النواب الاردني بمستوى العلاقات المتطورة بين كل من الاردن والمملكة والتي وصفها بالراسخة على وحدة الهدف والمصير، وعلى الرؤية المشتركة بين البلدين والشعبين إزاء مختلف قضايا الأمة، والدفاع عن حقوقها وعن مقدساتها.
وقال رئيس مجلس النواب الاردني في حديث لـ»الجزيرة» لقد جسّد الأردنيون والسعوديون ذلك على أرض الواقع، تضحيات واستشهادا في سبيل الدفاع عن هذه الحقوق وقضايا الامة.
وأضاف السيد الدغمي إن دور البلدين الشقيقين متميز وكبير في الدفاع عن عظمة الإسلام وسماحته، في مواجهة ما يتعرض له من محاولات الإساءة والتشكيك، كما أن دورهما طليعي في التأكيد على الأمن والسلم الدوليين، ونبذ العنف والإرهاب مع التفريق بين الإرهاب وحق الشعوب في المطالبة باسترداد حقوقها السليبة.
وعن النظرة الدولية للعلاقة بين البلدين ودورهما أكد الدغمي أن الأسرة الدوليةكافة، تنظر لبلدينا الشقيقين نظرة احترام وتقدير لدورهما المخلص والأصيل في العمل على إرساء أسس العدل والحرية والتسامح والديمقراطية الشورية وبناء أنموذج حضاري متطور من دولة المؤسسات والقانون، فالبلدان عضوان فاعلان في إطار منظومة العديد من المؤسسات البرلمانية العربية والإقليمية والدولية.
وبين الدغمي أن مجلس النواب يدعم بقوة المنهج السياسي لملك الاردن الملك عبدالله الثاني في الوقوف مع المملكة حيال مختلف القضايا التي تواجهها إيمانا منه بأن البلدين الشقيقين في مركب واحد، فاستقرار المملكة وأمنها هو استقرار وأمن للاردن ورخاء وازدهار احد البلدين وشعبه هو بالضرورة رخاء للآخر.
وقال: إننا نؤكد شكرنا وتقديرنا لمواقف السعودية الأخوية الداعمة للأردن في شتى المجالات، مثلما نؤكد أن ما بيننا من وشائج القربى وعلاقات الأخوة والتواصل بتوجيه ورعاية الملك عبدالله الثاني ، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أيدهما الله ورعاهما»..
وحول المسيرة الإصلاحية في الاردن قال رئيس مجلس النواب الاردني :أن الأردن يمضي قدما في المسيرة الإصلاحية الشاملة، وهي مسيرة ينفذها الأردن برعاية وتوجيه مباشرين من الملك عبدالله الثاني، الذي يؤمن إيمانا مطلقا بالإصلاح والحرية والعدل، ويعتبر هذه المسيرة خيارا أردنيا بحتا، وصناعة أردنية خالصة، سبقت الربيع العربي بسنوات، لا تخضع لأية شروط أو إملاءات خارجية، لبناء أنموذج ديمقراطي حديث متطور.
وفيما يتعلق بزيارة المسئولين بين البلدين وقال الدغمي لقد سعدنا بزيارة رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ مؤخرا وان هذه اللقاءات أكدت على عمق العلاقات الأردنية السعودية وتميزها وقال: إنها متينة ومبنية على أسس قوية لاعتمادها على نفس العادات واللغة والدين.
نرفض سفك الدم في سوريا
وحول رؤيته لهيمنة التيارالاسلامي في بعض البرلمانات العربية، قال الدغمي «كل هذه المكونات والاختلافات تعطي بعدا حقيقيا للديموقراطية في الدول العربية، ولاسيما بعد (الربيع العربي). وحول موقف البرلمان الاردني مما يحدث في سوريا قال: إن موقفنا يتوافق ويتطابق ويتحد مع موقف الدولة الاردنية وحكومتها، ونحن مع الإجماع العربي، ونرفض ان تسال الدماء في سوريا، سواء من الحكم او المعارضة، ونحن مع إعادة اللحمة للشعب السوري.
الدغمي يدعو البرلمانيين العرب لزيارة فلسطين
من جانبه قال الدغمي: إن زيارة رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ مؤخرا للاردن تأتي للتضامن مع إخواننا الفلسطينيين في هذه الظروف الصعبة، للوقوف الى جانبهم وللاطلاع عن كثب على حالة الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال، ووجه الدغمي الى البرلمانيين العرب وكافة المسؤولين دعاهم فيها الى القيام بزيارة فلسطين ليطلعوا عن كثب على المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون على الارض وهي معاناة كبيرة.
الشعب الأردني يعيش يوميا الهم الفلسطيني
وعن زيارة الوفد النيابي الاردني الى فلسطين هذا الاسبوع قال السيد الدغمي: إن الشعب الاردني يعيش يوميا الهم الفلسطيني فالعلاقات الأخوية القائمة بين الشعبين الشقيقين هي علاقة توأمة، ومهما كان جبروت اسرائيل ومهماكانت قوتها فإنها لن تستطيع كسر ارادة الشعب الفلسطيني ونحن نؤمن ايمانا راسخا بأن الشعب الفلسطيني سيستعيد كامل حقوقه وان فلسطين لايمكن ان تنطق بغير العربية.
مضيفاً ان التجارب علمتنا ان الشعب الذي يملك الإرادة والعزيمة لايمكن الا ان يتحرر ويستعيد حقوقه واستقلاله.
وقال رئيس مجلس النواب الاردني إننا في الاردن اشقاء للفلسطينيين وتربطنا علاقات تكاملية وتشاركية والهم الفلسطيني هو همنا وسنعمل معا من أجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.. وقال السيد الدغمي: «إن زيارتنا الى فلسطين تأتي ترجمة للدعم الذي يقدمه الاردن لفلسطين ولنعبر عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني.
الحراك الشعبي السلمي حق دستوري لكل مواطن
ومن جهة أخرى أكد عبد الكريم الدغمي أن الأردن يتمتع ببيئة استثمارية جاذبة من خلال توفير حوافز وإعفاءات ضريبية وجمركية للمستثمرين كافة بهدف الاستمرار في جذب المزيد من المشاريع الاقتصادية التي تعود بالنفع على أبناء الوطن.
وأوضح أننا في الأردن نعيش بنعمة الأمن والأمان والاستقرار بفضل قيادتنا الهاشمية التي وفرت لنا الظروف الديمقراطية فأصبح الأردن نموذجا في الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال الدغمي لقد حبانا الله بقيادة هاشمية تحظى بشرعية دينية وتاريخية وبرمزية دستورية ودينية مؤكدا أن الملك عبدالله الثاني ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية كان يدعو للإصلاح الشامل ووجه الحكومات المتعاقبة للعمل على هذه الإصلاحات لتنعكس على حياة كل مواطن أردني.
وأكد أن الحراك الشعبي السلمي حق دستوري للمواطنين كافة ولكل مواطن الحق بالتعبير عن رأيه والمطالبة بإصلاحات كإجراء الانتخابات ومحاربة الفساد وسن قانون جديد للانتخاب وغير ذلك شريطة أن تكون وسائل هذا الحراك سلمية قانونية ونظامية ، موضحا أن الحراك إذا تجاوزالقانون والنظام فإنه يبتعد عن الحراك السلمي ويصبح جريمة يعاقب عليها القانون.
وحول مطالب القطاع التجاري في المحافظة أوضح رئيس مجلس النواب أنه وزملاءه نواب المحافظة سيتابعون مطالب الغرفة التجارية مع الجهات ذات العلاقة وبما يخدم المصالح الوطنية العليا.
وأعرب السيد الدغمي في ختام حديثه عن امله في ان يسهم مؤتمر القمة العربي المقبل المزمع عقده في بغداد عن تحقيق التضامن العربي وازالة الخلافات ودعم القضية الفلسطينية والاعداد لاستراتيجية عربية تسهم في دعم قضايا الامة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.