هذهِ القصيدَةُ كُتبت على لسانِ أهلِ حائل لتُلقى في زيارَةٍ لِعُنيزَة الطّيبَة.. هيَ هُنا كما كُتبت.. لا كما ألقيَت في الحفلِ.
من حائلِ الجُودِ جئنا الشوقُ يحمِلُنا
فوقَ السّحَابِ على.. كفٍّ من المَطرِ
من حائلِ الطّيبِ جئنَا صوبَ سوسنَةٍ
هذي «عُنَيزَةُ» لاحَت في مدى الزّهرِ
دارٌ بهَا من.. رحيقِ الكَونِ أطيبُه
بها الجمالُ.. عميقُ الحُسنِ والصّوَرِ
جِئنَا لها.. وَ غيُومُ الحُبِّ تتبَعُنَا
جادَت قوافِلُنا.. بالوردِ والفَخَرِ
دارٌ كهذِي.. إذا أقبلتَ تنظُرُها
أَنسَتْكَ ما تَشتَكِي في لُجَّةِ السَّفرِ
هذي «عُنَيزَةُ».. قافُ الشِّعرِ مبتسمٌ
إذ حلَّ يكتُبها.. أنشودَة السَّحَرِ
كأنّها الصّبحُ.. في وجهِ الظلامِ بدَت،
كأنّها برِيَاضِ النّجمِ.. كالقَمَرِ
في عينِها شغفٌ.. للمجدِ يدفَعُهَا
للعزِّ يرفَعُها.. في حُلكَةِ الدّهَرِ
هِيْ هكذا خُلِقَت.. هِي هكذا عُهِدَت
هِي هكذا ارتفعت.. هِي مُنتهى الأثَرِ
يا أمطرَ اللهُ فيها كُلَّ ناحيةٍ
بالأنسِ.. بالسعدِ.. بالأفراحَ بالمَطرِ
العلمُ فيها.. كنهرِ النِّيل مُندَفِعٌ
يُروِي الجميعَ.. بنُورِ الدّينِ والسّورِ
منها « العُثَيمينُ «.. خيرُ العِلمِ صدّرَهُ
للعالمينَ هُدًى.. مع بَسمَةِ الثّغَرِ،
منهَا «العُقَيلاتُ» سارت ألفَ قافِلَةٍ
تُوزّعُ النّورُ.. في الأرجاءِ والمُصَرِ
منها «الكُلَيجَا» بَنفحِ الطّيبِ قد صُنِعَت
دَقيقُها الحبُّ بادٍ.. في صدى الأسرِ
وَ «مزنَةٌ» أصبحَت.. للفخرِ أمثلَةً
من يومِ ما منعَت.. ما لاحَ مِن خطَرِ
باريسَ جِئنَا.. وأعنيها وأقصدها
باريسُ نَجدٍ.. دلالُ العطرِ والصّورِ
فتنتِ شِعريَ يا باريسُ.. فانهمرت
هذِي الحُروفُ.. بلا استئذانَ مُنكسِرِ
من حائلِ الجُودِ.. من أطلالِ حاتِمهَا
في عَينِنَا التّوقُ جئنَا دُونمَا حذَرِ
هذِي عُنيزَةُ.. في الأكوانِ أغنيةٌ
حسناءَ تحفَظُهَا الأنحاءُ.. من صغَرِ
هذي عُنيزَةُ.. دارُ الأكرمينَ غـدت
بُستانَ خيرٍ.. وأطيافُ الهوى النضرِ
قد جئتُ أحملُ من أهلِي سلامَهُمُ
والعِطرَ مُمتَزِجٌ.. بالبُنِّ والزَّهرِ
سلامُ صدقٍ.. أيا دارَ الغضا كبُرت
هذِي المَحبَّةُ من وصلٍ بمُزدَهرِ