(في جدران ذلك القلب الممتلئ ذكريات..ورسومات..
ترفقوا به..فأنا هنا..حيث هذه الجدران النابضة..الحياة كلها..الحب..التاريخ..الذاكرة الأساسية والاحتياطية..الإيمان..الأمان..أغان تم تلحينها بأفضل مما أراد لها أصحابها..الفكرة المتجاوزة لذاتها..الصراخ الذي لا يخرج.. الضحكات المجلجة حين توجع القلب.. الواجبات غير المنجزة.. والواجبات الأخرى التي أنجزت.. الجغرافيا التي امتدت بين الشرق والغرب..العادات المضحكة.. الحاشية الرقيقة.. التعليقات الساخرة.. وبعد كل هذا.. الصوت المهزوز.. الصوت الضعيف الذي يقول الشيء لأجلك وكأنه يمد يده إليك.. صوت الدفء المفاجئ بعد طول شتاء...
****
جدران هذا الحي لا تخشى الردى..
وحنينه العاري.. يفيض بلا مدى..
سور.. بظاهره عذابات الجوى..
وبباطن الأبواب.. يبكيه الصدى..
لا توجعوا الأنفاق بحثا عن هوى..
فسماؤه ومساؤه يبكي ندى..
لا تحفروا أخدوده فقراره...
وهن.. حزين.. ليس يحتاج المدى
رحماااك.. هذا القلب منتفض دما...
أنهى حكايته بما فيه ابتدا..
أوجعت هذا الحي يا دكتوره...
وتركتني لا أفتديه الموعدا..
وسكبتني قطرا مذابا لاهبا...
وزرعتني فيها.. فما أفضي يدا..!
وشققتني في كل زاوية هنا...
وخلطت أقداري فلا أبغي هدى
تغتال أوراقي.. وتسرق ثورتي..
وتبعثر الباقي هديرا.. مزبدا..
تحتال.. كي تبقي فلولي كرة..
وتعيد لي عصرا بئيسا بائدا..
القلب يادكتوره.. يبكي ونى...
ويذوب ألوانا.. ويرسم مشهدا
القلب.. هذا كل ذكرانا معا..
جرحي.. وحبي.. والغناء مرددا
ذا القلب يحمل صبوتي وطفولتي..
وذرى الجنون.. مجادلا..ومجالدا
آمنت بالحب انحيازا خالصا...
وكفرت حبا خائفا..ومحايدا..
آمنت فيه مقارعا..ومنازلا...
ومزمجرا..ومآزرا..ومعاضدا
هو خالد..والحب لا أعني عدا..
حبا..فخورا في خطاه..وخالدا..
هو موقف إن قلت..راح مغادرا...
يأتيك يسبقك المنازل عائدا..
هو أن تصيح مع الشعوب مساندا..
هو أن تشيح عن الرسوم معاندا..
الحب..مثل النيل مرتبكا فإن.
وضعوا عروسته..أفاق مجددا..
الحب.. قلبانا بقلب واحد..
فبه نعيش.. ونستعيد المولدا..
aalodah@hotmail.com