|
كتب - عبدالله الهاجري
انتهى الموسم الأول من برنامج عرب آيدول بالكثير من السلبيات وبحسنة واحدة فقط، حين فازت المشاركة المصرية كارمن سليمان بالمركز الأول وحلول المغربية دنيا بطمة في المركز الثاني.
وقد شهد البرنامج منذ حلقته الأول الكثير الكثير من السلبيات التي أسهمت بشكل كبير في خروج العديد من الأصوات التي تفوق مستوى كارمن أو بطمة، وتنوعت تلك السلبيات ما بين القائمين على البرنامج أو لجنة الحكم وكذلك معايير وأسس البرنامج الذي اتضح معه أن البرنامج كان قائماً «على البركة» دون خطوط واضحة أو عريضة لأبعاد البرنامج.
حيث اتضح جهل القائمين على البرنامج أسس ومعايير اختيار لجنة الحكم» ومع فائق احترامنا للجنة في مجالها الفني» ولكن من خلال البرنامج اتضح كثيراً عدم قدرتهم على إدارة البرنامج بالشكل الصحيح والسليم والمعتاد لمثل هذه المسابقات، كما أن القائمين على البرنامج تناسوا بشكل كبير وضع الخطوط الرئيسية والصريحة للبرنامج، حيث اتضح أن البرنامج كان قائماً على فكرة بسيطة كان فيها الكثير من التحدي لخروجه دون وضع المعايير السليمة لكيفية توجه البرنامج أو أسسه، حيث أصبح مع هذا التخبط دور لجنة التحكيم في الحلقات الأخيرة دوراً هامشياً ولا يستطيعون صنع الفرق وتركوا معايير اختيار الفائز عن طريق التصويت، ولم تستطع لجنة التحكم من إثبات نفسها إلا من خلال ورقة الإنقاذ حتى أن أحد المشاركين رفض هذه البطاقة، وهذا دليل على أن البرنامج لا يملك أي معايير واضحة في كيفية تهيئة المتسابقين.
وفي لجنة الحكم أثبت «ثلاثي اللجنة» عدم قدرتهم على الجلوس على طاولة لجنة التحكيم، فمعايير اختيارهم كانت عشوائية ولا تمت للواقع التحكيمي بأي صلة، فحسن الشافعي مثلاً لم يعرف إلا من خلال هذا البرنامج، كان قليل الكلام وسريع التأثير، يضع رأيه وصوته بحسب من يضغط عليه أولاً وسريعاً.
أما أحلام وراغب علامة، فقد تركا البرنامج جانباً واهتما في «عناد بعضهما» ومحاولة التقليل من الآخر بأي طريقة وبأي لغة، راغب يسكت أحلام وأخرى «يفشلها» وثالثة «يكسر» كلامها، أحلام كانت له بالمرصاد، فرأيها يكون دائماً عكس رأي علامة، تحاول من حلقة لأخرى إحراج علامة ورفع الصوت في وجهه حتى وصل الأمر إلى تهديده بإخراجه وطرده من استوديو البرنامج!
آراؤهما كانت منذ بداية البرنامج متقلبة، وهذا يؤكد عدم أحقيتهما بالجلوس على طاولة لجنة الحكم، ومن تتبع البرنامج منذ انطلاقته يشهد أن أعضاء اللجنة لم يبقيا على رأي واحد، فكل حلقة لهما رأي عكس ما صنعاه في الحلقة السابقة، فقد اهتمت لجنة التحكيم وبالذات راغب علامة وأحلام بالترويج عن حساباتهما في (تويتر) وباتا يذكران اسم الموقع الاجتماعي (تويتر) أكثر من ذكر اسم البرنامج حتى توقعت بأن (تويتر) أحد قنوات مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط وذلك بسبب كثرة ترويج «الثنائي» لها.
أنا هنا لست ضد فكرة البرنامج أو لجنة التحكيم, ولكن يجب أن يصحح وضع البرنامج في الموسمين القادمين, فما فائدة البرنامج حين تقوم لجنة التحكيم بالاتصال ببعض الفنانين للمشاركة في البرنامج كما حدث مع راغب أو أحلام، حين بادروا بالاتصال بأكثر من فنان لحثهم على المشاركة كضيوف في البرنامج، وقد اتضح بأن فناني السعودية والخليج رفضوا تماماً هذا المشاركة منهم «الجسمي والرويشد وعبدالمجيد وراشد الماجد، والسبب يبدو أنه معروف. ورغم محاولة القائمين على البرنامج من تلميع الصورة والتأكيد على أنه يحظى بدرجة عالية من المتابعة رغم علمهم بأن البرنامج في موسمه الأول فشل فشلاً واسعاً للأسباب السابقة، إلا أنهم نجحوا في نظرية واحدة وهي دعم شركة بلاتينوم ريكوردز الذارع الفني للمجموعة من خلال عشرة أصوات قاموا بتوقيع عقود معهم للاستفادة منهم في تحقيق مسيرة الشركة من خلال الأصوات الشابة، الكثير من السلبيات جاء خلال البرنامج حتى بوكيه الورد، كان محل تندر وبيانات صحافية بين نفي وتأكيد.
الأجمل في البرنامج هو بأن الجمهور أصبح ذكياً وفطناً لا تمر عليه مثل هذه البرامج، وأكد الجمهور السعودي تحديداً بأنه جمهور صعب، حيث تابعت تعليقات الجماهير خلال سير الحلقات في تويتر أو الفيس بوك وحتى في اليوتيوب، وأصبح الجمهور ناقداً فنياً على مستوى عال جداً وصعب التأثير عليه.
ولأن للبرنامج موسمين متبقيين، فعلى القائمين على البرنامج أخذ كل السلبيات ومحاولة تجنبها مع الاهتمام بلجنة التحكيم وإعطائهم دورات مكثفة في طرق التقييم السليمة والصحيح بعيداً عن التشنجات ومحاولة تكسير الكلام، مع وجوب أن يكون هناك جلسة مصارحة بينهم حتى لو ظهروا لاحقاً ليؤكدوا بأن علاقتهم مميزة، فالواقع والواضح هو عكس كلامهم.