ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Thursday 29/03/2012/2012 Issue 14427

 14427 الخميس 06 جمادى الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

...قلت له إن طريقتك تبدو لي مثلى في تعاملك مع طفلك، أجاب مبتسماً: إني أحتذي مسلك العربي الذي كان يقول: عاملهم في الصغر كأمراء يرفعونك في الكبر كالملك، لكني أخشى أن (يُصلّتونني)! وهو هنا يرمز لما نال أميّة بن أبي الصلت الثقفي من ابنه العاق بعد أن تعب الشاعر والرمز العملاق في قومه آنذاك في تربيته، فلم يقدّر الابن هذا الاهتمام وقابله بالعقوق، ولامية هذا قصة عجيبة في توحيده لله ونبذ الأوثان قبل الرسالة لكنه كان يطمع أن يكون المبعوث الذي تبشر به الكتب السماوية فما كان منه إلا أن يقف موقفاً مخالفاَ تجدونه في سيرته، ومما قال في ابنه:

غذوتك مولودًا ومُنتك يافعًا

تعلُّ بما أجني عليك وتنهلُ

فلما بلغت السنّ والغاية التي

إليها مدى ما كنت فيك أؤمل

جعلت جزائي غلظة وفظاظة

كأنك أنت المنعم المتفضل

وتقول حكمة عربية: من أسباب النجاح أن تقدم لمن أنت مسئول عنه خير مما تأمله ممن هو مسئول عنك، ومعلوم أن الأسرة تعد اللبنة الأولى في تكوين المجتمع ومن الأسس المتينة التي يفترض أن يقوم عليها كيانه وبصلاح الأساس يصلح البناء، فالأسرة التي تنشأ على الفضائل وكريم الأخلاق عامة لابد أن تكون ركيزة لمجتمع قوي متماسك، ويعوّل على الأسرة في تكييف تفاعل الأبناء الاجتماعي وتكوينهم لعلاقات ناضجة خادمة لهم و لمحيطهم، ويرى المختصون أن المراقبة الراقية البناءة لسلوكيات الأبناء من خلال المواقف المعاشة عملية تكاملية مع التنشئة الاجتماعية لتحقيق مفهوم الانضباط، وهنا لابد من الإشارة لمخاطر التجسس على تحركاتهم اليومية الذي تغني عنه وسائل التحبب والمصارحة والمكاشفة والشفافية مع الأبناء،ولكل من هذه المفردات مجالها ومناسبتها عند الآباء والموجهين، والتربية بالحب والقدوة هو منهج صفوة الخلق، على أن يكون بالقيم المتعارف عليها لا بما يروق لنا وتميل له أنفسنا، فهناك حدود عامة ومقاييس وأعراف لا نتجاوزها بزعم هوامش الحرية غير المنضبطة.

ومن طريف الشعر في حب الولد ما قاله شاعر عربي ربما كان بدوي الجبل:

يزف لنا الأعياد عيداً إذا خطا

وعيداً إذا ناغى وعيداً إذا حبا

وصن ضحكات الأطفال يا رب إنها

إذا غرّدت في موحل الرمل أعشبا

ومما قرأت أن الشاعر يحيى بشير حاج صلى يوما بالمسجد النبوي وبجانبه طفله الصغير، وانطلق صوته مع أصوات المصلين (آمين)، فاهتز قلب الأب وقال قصيدة منها:

يقول آمين، ما في الكون من نغم

أحلى إلى مسمعي إذ قال آمينا

والنغم الشجي والقصيد العذب من يراع الرائع غازي يرحمه الله، إذ يقول لابنته يارا بمناسبة زفافها:

العمر أنت ورياه ورونق

وأنت أطهر ما فيه وأصدقه

يارا أم الحلم في روحي يهدهدها

يارا أم اللحن في قلبي يموسقه

أمن عيونك هذا الفجر مشرقه

أفديه فجرًا يظل الفجر يعشقه !.

 

لوعة ابن أبي الصّلت
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة