بشار الأسد مستعد لقتل شعبه من أجل البقاء في السلطة لسنوات مقبلة. وقد كسبت القوى المناوئة له دعم المجتمع الدولي منذ اللحظة التي بدأت فيها مناوئة الأسد، ولكن هذه القوى يمكن أن تلحق الضرر بنفسها. فبعض عناصر المعارضة تخاطر الآن بنسف قضيتها وإثارة العداوات الطائفية إذا تبنت الأساليب غير المشروعة.
المعارضة السورية تعاني بشدة من الانقسامات الداخلية والرسائل المتضاربة. تقول منظمة هيومان رايتس ووتش إن الكثير من الجماعات المسؤولة عن الانتهاكات لا يبدو لها هيكل قيادة منظم ولا تلتزم بأوامر المجلس الوطني السوري الذي يمثل الكيان الرئيسي للمعارضة. وعلى الرغم من ذلك من المهم لكي تحتفظ المعارضة السورية بدعم العالم وبفرصتها في الإطاحة بالأسد يجب أن يضاعف المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر جهودهما لتوحيد فصائل المعارضة والسيطرة عليها وفقا لقواعد انضباط واضحة. وعلى المعارضة السورية إدانة أي انتهاكات لحقوق الإنسان والتأكيد لأعضائها أنه لن يتم التسامح مع مثل هذه الأفعال. في الوقت نفسه حذر تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش كلا من روسيا والصين وهما الداعمان الرئيسيان لنظام بشار الأسد على الصعيد الدولي. فقد استخدمت الدولتان حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي مرتين لمنع صدور قرارات ضد سورية بهدف إجبار نظام الأسد على وقف أعمال القتل ضد الشعب. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة بلغ عدد ضحايا أعمال القتل التي يمارسها نظام الأسد في سورية حوالي 8000 قتيل. والحقيقة أنه كلما طال أمد الصراع في سورية ازدادت الانقسامات داخل المجتمع وأصبح المجتمع أكثر عرضة للاضطرابات التي يمكن أن تنتقل إلى بلدان أخرى مجاورة.
ورغم ذلك ظهر ضوء في نهاية النفق حيث تم رصد تغير في الموقف الروسي عندما شدد وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف انتقاداته لنظام الأسد وأصر على أن روسيا «لا تبرر على الإطلاق تصرفات القيادة السورية. لكن لافروف قال أيضاً إن بلاده يمكن أن تؤيد أي بيان صادر عن مجلس الأمن إذا كان يدعو إلى المفاوضات بين الحكومة والمعارضة في سورية وليس كإنذار للنظام السوري.
وهذا الموقف الروسي سخيف لأنه يجب على مجلس الأمن أن يدعو بأقوى العبارات إلى ضرورة رحيل الأسد عن السلطة. ولن يتحقق ذلك إلا بتعاون روسيا والصين بحيث تبدأ روسيا على الفور وقف شحن السلاح إلى دمشق حتى لا يستخدمه الأسد في قتل شعبه.
افتتاحية (نيويورك تايمز) الأمريكية