بدأ حياته كأي لاعب سعودي سابق، انتقل من الحارة إلى النادي الأهلي ليصبح حارس فريق كرة القدم الأول بالنادي، ثم بعد ذلك الحارس الأول للمنتخب السعودي الأول لسنوات عديدة. تجاوزت شهرته الحدود ليتوّج في دورتين من دورات الخليج لكرة القدم كأحسن حارس مرمى. حينها لم يكن المنتخب السعودية تجاوز الخليجية بعد للآسيوية والعالمية.
ومثل بعض أقرانه العصاميين آنذاك، لم يكتف بممارسة الكرة وإنما ثابر على مواصلة تعليمه أثناء ممارسته الرياضة وبعد ابتعاده عنها، حتى نال أعلى الشهادات الأكاديمية. تدرج في الإسهام في الرياضة السعودية من مجرد لاعب ثم إداري إلى عضو في اللجان المختلفة وإداري ورئيس ناد وأخيراً رئيساً مؤقتاً للاتحاد السعودي لكرة القدم.
إنه أحمد عيد الحربي المرشح الأول، أو المرشح المعلن الوحيد حتى الآن، لرئاسة اتحاد كرة القدم السعودي. وقد أكَّد عزمه على الترشح لتلك المهمة من خلال تخليه عن جميع المناصب التي تتعارض مع حيادية ونزاهة ترشيحه للمنصب، في خطوة تؤكّد جديته وبعد فكره الإداري والقانوني والأخلاقي.
أحتفي بالأستاذ أحمد عيد، ليس لمعرفة شخصية أو مصلحة ذاتية، فأنا بعيد عن الوسط الرياضي كممارسة وليس كمتابعة. لكن مصدر الاحتفاء هو الدلالات التي يقدمها مثل هذا الترشح وربما الفوز بمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. ففي المجال التنظيمي سيكون أول مجلس للاتحاد منتخباً ومنفصلاً عن قمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهو مطلب تنظيمي ضروري في مسيرة الكرة السعودية، وقد طالبنا به قبل سنوات عديدة.
على المستوى الشخصي سيكون مفرحاً أن يفوز بمقعد الرئاسة شخصية ذات خبرات متميزة تدرجت في المناصب من لاعب حتى رئيس اتحاد كرة القدم. ليس ذلك فقط، بل شخصية أتت من الصفوف الخلفية لتقدم نموذجاً للشباب السعودي الرياضي بأن لعب الكرة ليس منتهى الطموح وبعده يتوقف اللاعب عن العطاء في المجال الرياضي الذي يحبه، بل إنه بالعلم والمثابرة والمشاركة يمكن للاعب الترقي والتدرج في الإدارة وفي خدمة الرياضة. التعليم والعمل الجاد على تطوير الذات تحديداً يعتبر سلاحاً يقلص الفوارق الاجتماعية ويسهم في ارتقاء الشخص مراتب متقدمة في التخصص والحصول على التقدير الاجتماعي والمادي والوظيفي الذي ينشده كل صاحب طموح وهمة وتوق للمعالي.
ملحوظة أخيرة
التقدير من المجتمع الرياضي للكابتن أحمد عيد وسيرته المعروفه شفاهياً هي ما يرفع أسهمه في الترشيح، لكن بساطته جعلته يفتقد وجود حملة علاقات عامة منظمة. فهل يعقل أن لا أجد سيرة ذاتية - أثناء بحثي لمادة هذا المقال- للمرشح الأول لرئاسة الاتحاد السعودي أو موقع صفحة شخصية على الفيسبوك أو لقاءات إعلامية معمقة وموثقة تقدمه بالشكل اللائق. ربما كان ذلك أحد مبررات نقص المعلومات التي قدمتها في هذا المقال عن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المكلّف حالياً والمرشح مستقبلاً.
حتى موقع الاتحاد السعودي لا يقدم سير ذاتية لأعضائه ورؤساء لجانه المختلفة، رغم أن السير الذاتية لقيادات الاتحاد المختلفة تعتبر ضرورة للمتابع لنشاطاته، بما في ذلك ضرورتها لزرع ثقة المتابع بخبرات ومؤهلات أولئك الأعضاء الذين يديرون الرياضة السعودية، مثلهم مثل غيرهم من قادة القطاعات المختلفة.
malkhazim@hotmail.com