حوّلت بعض الجماهير الهلالية فريقها لبرنامج ما يطلبه المشاهدون.. وذلك من خلال الآراء التي تطلقها حول الفريق هنا وهناك.. فلا يكاد المرء يسمع من جماهير الزعيم سوى طلباتها حول الفريق والتشكيلة واللاعبين.. فهذا لا يريد الزوري وذاك يقول فكّونا من المرشدي، وآخر يقول ما نبي الكوري وابعدوا العربي وهذا لا يريد الغنام وهناك من يريد اللعب برأس حربة ومن لا يحب نامي وآخر يريد مدافعاً أجنبياً وغيره يريد عودة ياسر وهذا يريد سعد وذاك يطالب بإعطاء المحياني فرصة وهكذا.. بحيث تحول دور الجماهير من الدعم والمؤازرة والوقوف خلف الفريق إلى معول هدم يشكك في الفريق ولاعبيه وحتى طريقة اللعب هناك من يريدها هجومية وآخر يفضل اللعب الدفاعي.. إلى آخر المطالب الزرقاء التي لا تكاد تنتهي.. وهذا وضع فريق يحمل لقب بطولة الدوري للعامين الماضيين ولقب كأس ولي العهد للموسم الحالي والموسمين الماضيين.. كل هذه الإنجازات ومع ذلك تظهر كل هذه المطالب التي تعبّر عن الجهل الفني تارة والترف تارة أخرى.. حتى يخيّل للمرء أن المطلوب من العاملين في النادي تلبية مطالب الجماهير الشخصية وليس إعداد فريق يقدم كرة قدم على أسس فنية تعتمد على رأي الجهاز الفني وأصول كرة القدم والإمكانات الموجودة في صفوف الفريق.
المباريات الماضية للزعيم أكَّدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الهلال ليس الفريق الذي يلعب بمهاجمين (رأس حربة) وأن طريقة اللعب الهلالية والعناصر الموجودة في الوسط لا تملك القدرة على اللعب بهذه الطريقة وأن سر تميز الهلال وتفوّقه هو في طريقة لعبه المعروفة المعتمدة على اللعب على الأطراف ومهاجم واحد في العمق (رأس حربة) وخمسة لاعبين في الوسط.. وإن شئتم قلنا طريقة 4/ 3/ 3 بوجود جناحين ورأس حربة وثلاثة لاعبين تقليديين في وسط الميدان.. فبهذه الطريقة قدَّم الفريق أفضل مستوياته وسجَّل أجمل الأهداف من خلال القادمين من الخلف واللعب على الأطراف والاستحواذ على الكرة وسط الملعب.. فهذه الطريقة هي الأنسب للفريق حسب ما أكّدته كل المباريات الماضية.
فكل فريق له طابعه وخصائصه فهناك من يلعب برأس حربة وهناك من يلعب بالأجنحة وهناك من يلعب دون رأس حربة والنتيجة في النهاية تعتمد على نجاح الفريق في تطبيق طريقة اللعب وتحقيق الفوز من خلالها وهذا هو الهدف الأهم.
أما التدخل الصارخ في من يلعب ومن لا يلعب وفرض طريقة لعب معينة لا يجيد الفريق تطبيقها فهي ضغوط سلبية ستؤثّر على الفريق واللاعبين والمحيطين به.
والغريب أنه رغم كل النجاحات الزرقاء خلال السنوات الماضية باعتماد طريقة اللعب التي يجيدها الفريق واللاعبون خلال السنوات الماضية إلا أن الضغوط ما زالت تتواصل عبر مهاجمة المدرب واللاعبين والضغط عليهم للعب بطريقة تراها بعض الجماهير هي الأفضل..(!!) بغض النظر عن النتائج أو الأفراد ليدخل الفريق في مرحلة صعبة من التردد والشك في قدراته من قبل الجماهير وهو في مرحلة الحسم والحصاد في الموسم والتي تحتاج لوقفة الجميع ودعمهم وليس إملاء مطالبهم.
شخصياً لدي قناعة تامة بأن طريقة اللعب 4/ 5/ 1 أو 4/ 3/ 3 أو 4/ 2/ 3/ 1 هي الأنسب في ظل العناصر الحالية المتأقلمة معها والتي تجيد تطبيقها بنجاح تام وتكرار المطالبة برأس حربة من قبل الجماهير سلبية في غير وقتها فمن يريد أن يغيّر طريقته في اللعب عليه أن يمتلك العناصر القادرة على تنفيذها والوقت الكافي للتدرب عليها وليعلم الجميع أن عدم فوز الفريق في مباراة ما سواء سابقاً أو حالياً لا يعود لعدم وجود مهاجمين في رأس الحربة وإنما يعود لعدم ظهور الفريق بمستواه المعهود وتطبيق اللاعبين لطريقتهم المعتادة.. فأفضل المستويات وأجمل الأهداف الهلالية جاءت من لاعبي الوسط ومركز خلف رأس الحربة.. وأسوأ المباريات هي تلك التي لعبها الهلال برأس حربة.. هذا ما أتمنى أن تعيه بعض الجماهير الهلالية وأن تركز على دعم الفريق ولاعبيه والوقوف خلفه بدلاً من الضغوط المحيطة به في كل مباراة وحول مشاركة هذا اللاعب أو ذاك والتي إذا ما استمرت بهذا الشكل فإنها ستقود الهلال لنهاية مأساوية هذا الموسم قد تكون أسوأ من نهاية الموسم الماضي.