المتأمــل للكتــب الدراسية لأبنائنا الطلاب وبناتنا في المملكة العربية السعودية يجد أنها بنيت على أسس إيمانية تغرس الاتجاه الشرعي القائم على توحيد الخالق جلَّ وعلا الموافق للفطرة.
ويجد ذلك واضحاً في جميع كتب المواد الشرعية وكتب العلوم الأخرى بفروعها، لكن السؤال هل قام المعلمون والمربّون وأولياء أمور الطلاب بالتأكيد على هذه الأسس والمفاهيم؟ لترسيخ الإيمان في أذهان الطلاب وتمثلهم لها.
إننا نحن الآباء وكذا الأمهات مسؤولون أمام الله أن نتعهد القضايا الإيمانية في نفوس ناشئتنا، وكل مرحلة لها خطابها، فمثلاً أن يعرف الطالب والطالبة أين الله؟
كما جاء في الحديث الصحيح عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم الجارية أين الله؟ قالت في السماء.. قال أعتقها فإنها مؤمنة.. هذا المفهوم لابد أن يُغرس لدى الصغار والكبار ليعرفوا أن الله في السماء مستو على عرشه وأن الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}. وأنه الظاهر فليس فوقه شيء..
الأمرالثاني جاء في الحديث الصحيح «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول «من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له...
وهو سبحانه يوصف بالنزول في الثلث الأخير من الليل في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه، ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو.. كما لا يعرف كيفية ذاته إلا هو عز وجل لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .
وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات صفة النزول على الوجه الذي يليق بالله سبحانه وتعالى لا يشابهه خلقه في شيء من صفاته هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً .
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .
وكذلك نثبت جميع آيات الصفات وأحاديثها، كما جاءت من عند الله وعلى الوجه الذي يليق به سبحانه، فهو لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ .
لماذا هذه المفاهيم بالذات؟
الجواب: لأنها مدخل أهل الأهواء والبدع!!
ونخلص من ذلك: بأن عقيدة المسلم من أعظم الواجبات التي لابد من تعلمها لتحقق معنى التوحيد والعبودية لله سبحانه.
ثم إن مسؤوليتنا أمام الله كبيرة فلابد من التحقق من ضبط أبنائنا وطلابنا ومعلمينا لأمور عقيدتنا، كما جاء عن سلفنا الصالح رضي الله عنهم، ولا نترك من استرعانا الله إياهم، فهذا من أهم المسؤوليات، ليعبدوا الله على هدى وبصيرة، وفّقنا الله لما يحبه ويرضاه، ونسأله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وألا يجعله علينا ملتبساً فنضل.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد..
(*)وزارة التربية والتعليم - مدير عام التوعية الإسلامية