لا يمضي يوم إلا ونجد هموماً تبث عبر وسائل إعلامنا تشتكي من نظام ساهر، فقد أصبح همّاً يؤرق تفكير الكثيرين من أبناء هذا الوطن الغالي ومع تقديرنا للقائمين على هذا النظام وكذلك مع تأييدنا للنظام ووجوده وأهميته في ضبط الأنظمة المرورية التي بدأنا نلمسها في واقعنا والتي لا ينكرها إلا مكابر، إلا أن قول الحقيقة ونقد هذا النظام هو نافذة لمسؤولين عنه لمعالجة عيوبه التي أصبحت حديث المجالس ومن باب الشفافية التي تعودنا عليها من قيادتنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين. ومن هذا المنطلق سأذكر بعض هذه العيوب التي أتمنى أن تجد التجاوب من المسؤولين عن هذا النظام، فالحديث كثر وينبغي أن يوضع حد لهذه التساؤلات وأن يتم مراجعة التجربة وتصحيح العيوب الموجودة في هذا النظام، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: عملية الترصد التي يقوم بها القائمون على هذا النظام وتخصيصهم للطرق محدودة السرعة التي لا تزيد سرعاتها على 70 كيلومترا مع عدم وجودهم أو قلة تواجدهم في الطرق التي سرعاتها ما بين 100 و120 كيلومترا التي تحتاج إلى ضبط وخطورتها أكثر بكثير من الطرق التي يتم الترصد فيها.
ثانياً: نحرص أن يكون العاملون على نظام ساهر أكثر التزاماً بالنظام من المواطنين وهم القدوة في ذلك بينما واقع الحال وما نراه من القائمين بالرصد هو تواجدهم على الأرصفة بشكل غير حضاري ولا مقبول وكل ذلك من أجل التخفي وهذا ليس مبرراً لاختراق النظام.
ثالثاً: ارتفاع قيمة المخالفات المرهقة لجيوب المواطنين، فالمخالفات لم تعد كما كانت في السابق حملات محدودة لضبط النظام وبناءً عليه تسجل المخالفات وقد يمضي العام والعامان لا تسجل عليك مخالفة، ولكن بعد أن أصبح الرصد آليا وفي كل زاوية ومكان من المدن وبشكل مستمر فإن الغرامات أصبحت مرهقة لا يتحملها المواطن المسكين المثقل بالديون والالتزامات الحياتية، كما أن الغرامة في ظني لو كانت 100 ريال للسرعة و200 ريال لقطع الإشارة فإنها كافية لردع المخالف إن كان القصد منها ضبط النظام.
رابعاً: مضاعفة المخالفات بعد مضي شهر من تسجيلها رغم تحريمها من قِبل سماحة مفتي عام المملكة.
خامساً: على الرغم من كثرة النقد الذي نسمعه ونقرأه في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة حول النظام لم نرَ -مع الأسف الشديد- على أرض الواقع أي تغير يذكر.
سادساً: أتمنى كما يتمنى الكثير من الحريصين على ضبط النظام أن يروا سيارات ساهر في الطرق السريعة داخل المدن وخارجها بكثرة لضبط السرعة الجنونية التي نشاهدها في ازدياد لمعرفة الكثير ممن لا يلتزم بالأنظمة المرورية أماكن تواجد الكاميرات الثابتة مما يقلل من دورها الإيجابي في ضبط السرعة.
أملنا في الله ثم في والد الجميع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتوجيهاته الأبوية الحانية للمسؤولين عن نظام ساهر لإعادة النظر وتقييم التجربة ومعالجة السلبيات التي تحدث عنها الكثير التي أصبحت هاجساً يؤرق المواطن كما يحدونا جميعاً الأمل أن يعاد النظر في قيمة المخالفات، فالمواطن لم يعد يستطيع تحمل ضغوط الحياة ومتطلباتها والزيادة في الأسعار. والله ولي التوفيق.
Alrabeah2009@hotmail.com