هذا النسيج من مبدأ الغرسة لمنتهى القطرة.. من خامة الوريد لمكمن النطفة..
من ماء العين لكريات الدم..
بينهما عامر..
متين..
نوراني..
يفيض بالنبض..، لا يهدأ...
الآباء، والأمهات على نبع هذا النسيج هم صناع خامته..
مشكلون خطوطه،...
مانحيه هوية مسارات ما يصدر وما يستقطب..
كل فعل نابض في لحمته هم من يعينه.. ويوسمه..
الأبناء بنوعيهم على نبع هذا النسيج يلتحفونه دفئا..
يؤبون إليه ركنا..
ينطلقون في براحه عصافير..، ما عطشت، إلا ارتوت من قطرِهِ..,
وما جاعت، إلا التقمت من مائدته...
هذا النسيج المتين، البهي، الناصع، المتكلم... تهالك في الراهن من دورة الحياة..,
اهترأ في زمن الصوت والبهرجة... ودواعي الانشطار..!
مع أن مؤشرات العلائق في تفاصيل الممنوح من نجع التبادل الراهن بين عراه..، يوحي بغير هذا التهالك, والاهتراء...
كيف هو واقع خامة الوريد في شفافية حقيقة التبادل بينهما..؟ الآباء، والأبناء..؟
بين الغرسة من أول القطرة، والمحصول في واقع الحصاد..؟
تهتك النسيج في حقيقة التبادل بينهما.. على مرأى، ومسمع من البر...!!... والعقوق..!!
فالتربة التي تلد النطفة..،
جف نبعُ رويِّ العِرقِ فيها بين مبتدأ علاقتهما، وبين ما يتحرك في منتهى صور التبادل الآن بينهما...
صغار هذا الزمن كبروا، فالكبار شاخوا، وهرموا..
والحياة بقدر ما أفسحت لهم من قشور الحقوق..، وفسحت لهم في كومة مصطلحات الذاتية..., والخصوصية..، والحرية في القول، والفعل التام بينهما..., ذهبت بسطوتها تشوه جمال الوالدية، بالبراءة في مسار مسالك البنوة من تفاصيل ذلك الجمال، الذي كان يشرق في إهاب التوقير، والبر، والتأدب، والمهابة، والخضوع، والتذلل، والإيثار، والحب الشفيف، والاطمئنان اللطيف، والتضحية بل تكلف، ولا تزلف... إذ طغت بسكينها هذه الحياة على وهج الجمال هذا، ومظانه في التكوين..
مزقت النسيج.. فتباعدت أوردة كانت في كيانهما عروة وثقى..
كلاهما لا يمارسان العيش في كنف النبع، ولا يتمرَّغان في متعة بساط النسيج بدفئه، وحنوه، ومحضنه, ومنافه..!
الحياة سطوةُ تيارٍ، وقوةُ دوامةٍ.. وفمٌ يلتهم في الإنسان حتى روابط ذلك النسيج...!