* * أتحفني الصديق الأديب حمد القاضي بكتابه القيّم «قراءة في جوانب الراحل د. غازي القصيبي الإنسانية» ولقد عُرف القاضي بالوفاء وهو من كتابنا المتميزين أسلوباً وعطاء، يكتب بصدق وإخلاص ووطنية انطلاقاً من حبه لوطنه وثقافته الأدبية وقضايا الناس والوطن والأدب والفكر والثقافة ومجالات الوعي الاجتماعي.
* * *
وعرف الأستاذ حمد القاضي بعطائه الثقافي الذي يثري به قراءه وما يتحلى به من خلق فاضل يأتي على قمة هذه المقومات الثقافية، وقد أكسبه التواصل الثقافي مودة وقيمة بحيث يتسع صدره للجميع، وقد أحب الكلمة ومارسها كتابة وإذاعة وتلفازاً، وأسلوبه لا يختلف عن روحه وأخلاقه الفاضلة، فعباراته منسجمة بالأدب والحب فبادله الجميع وفاء بوفاء وحباً بحب ولا شك أن المرء في هذه الحياة ما يذكر به من الأعمال الفاضلة والذكر الحسن هو عمر المرء الباقي بعده:
إنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسناً لمن وعى
* * *
لقد احتوى الكتاب توثيقاً لأعمال القصيبي ومواقفه الإنسانية، يقول القاضي في مقدمة الكتاب: «لقد اخترت هذا الجانب من سيرة الراحل لأن الناس عرفوا د. غازي القصيبي وزيراً وسفيراً وأديباً، لكن هناك كثيرين لا يعرفون أن هويته هي الإنسان الذي تفيض دمعته، ويوظف جاهه من أجل مساعدة إنسان» وهذا هو ما بقي له، كما اشتمل الكتاب على نماذج من شعره الإنساني حيث أورد عدداً من قصائده الإنسانية المؤثرة ولقد قال:
وإن سـهــرت مقــلة في الظــلام
رأيت المروءة أن أسهرا
ولعل حبه لوطنه جاء في قصائد كقوله:
يا بــلاداً نذرت العـمر زهــرته
لعزها دمت إلى حان إبحاري
* * *
حب القصيبي لوطنه هو الذي جعله يبدع ويتفوق في أي عمل تولاه في ميادين الجامعة والصناعة والكهرباء وغيرها فساهم في معالجة العديد من أمور الحياة بمقاصدها المختلفة: أحيي الصديق حمد القاضي الذي أتحفنا بهذا الكتاب القيّم الذي أبان عن القصيبي الإنسان -رحمه الله-، كما جعل دخل الكتاب لجمعية المعاقين التي ساهم د. غازي بقيامها ورعايتها، وأدام الله على الجميع الصحة والتوفيق.
(*) عضو جمعية المؤرخين العرب والأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز سابقاً