من أهم أهداف التربية الإسلامية بناء الشخصيات القوية المتمسكة بالقيم والتي تحمي الفرد من كل الجرائم التي يرتكبها الإنسان بحق نفسه أو مجتمعه أو أمته؟ نعم، يتعرض الإنسان إلى الكثير من المشاكل في حياته اليومية، ورغم هذا فإن المتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية والتربوية لا يمكن أن يصل به الأمر إلى فقدان توازنه وصوابه؛
لأنه يستطيع بتوفيق من الله مقاومة كل الدوافع الشريرة وإزالة خطرات السوء مدركاً بإيمانه المطلق بالبارئ المصور -جلا وعلا- إنه وحده سبحانه قادر على نصره وحفظه وتوفيقه وحل كافة مشاكله مهما كانت. من هنا يتضح الدور المهم بالتوكل على الله وحده.
لقد كثر الحديث عن ظاهرة الانتحار وبدأ الإعلام يضخم هذه الظاهرة معللاً أن من أهم أسبابها البطالة. وفي حقيقة الأمر فإن ظاهرة الانتحار ليست جديدة على العالم، ومنذ أقدم العصور حتى أن من ينتحرون او يحاولون الانتحار تجاوز عددهم المليون شخص سنوياً. وهذا العالم يختلف عن عالمنا نحن المسلمين لأن المسلم الحقيقي يعلم عاقبة المنتحر في الآخرة وهو العذاب الدائم في نار جهنم، كما قال سيد البشرية محمد -صلى الله عليه وسلم-: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها. ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها.
ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها: وما دمنا في مجتمع مسلم محافظ مطبق لكتاب الله وسنة رسوله، ونخاف الله ونخشى عذابه في الدنيا والآخرة.
فعلينا الإيمان أن حل المشكلات لا يمكن أن يكون بأعمال محرمة، وعلى شباب الأمة الابتعاد عن تقليد الآخرين، وعليهم الإدراك بأن عذاب الآخرة الدائم بالنار أشد وقعاً من كل ما يتعرضون له من مشاكل في الدنيا، وعلى العلماء والإعلاميين ووسائل الإعلام توضيح الأضرار الناتجة عن كل الظواهر المخالفة لشرع الله، ومن أهمها ظاهرة الانتحار ولا نريد لشبابنا أن يكونوا مقلدين لكل شيء حتى الانتحار، وعليهم بالصبر والاحتساب ومعرفة أن كل شيء هو اختبار من الله!!